شيع السوريون امس عشرات من القتلى الذين قضوا الجمعة فيما قرر الاميركيون والاوروبيون فرض عقوبات على النظام السوري الذي يواجه منذ عشرة اسابيع انتفاضة شعبية غير مسبوقة. وقتل ستة اشخاص على الاقل امس في قصف للجيش واطلاق نار من قناصة في مدينة درعا معقل حركة الاحتجاج على النظام السوري التي تشهد نقصا في الماء والغذاء والدواء منذ تدخل قوات الامن الاثنين، بحسب ناشط سوري. ويحاصر الجنود المدينة التي تبعد مئة كلم جنوبدمشق ويمنعون الدخول او الخروج منها بينما تتعرض لقصف مدفعية ثقيلة منذ صباح الامس على ما اضاف الناشط استنادا الى شهود. واوضح ان قناصة متمركزين على السطوح يطلقون الرصاص على كل من يغامر بالخروج الى الشارع. واضاف «سقط ستة قتلى» مؤكدا «انهم قتلوا في قصف بدا فجرا على المنازل او برصاص قناصة». وقال احد الشهود ان «المدينة محاصرة وينقصها الماء والغذاء والدواء». وتحدث الناشط ايضا عن «انشقاق» بعض عناصر الجيش لكن لم يتسن التاكد من هذا الخبر من مصدر مستقل، واضاف ان «بعضهم يرفض الامتثال لاوامر اطلاق الرصاص وانضموا الى السكان واختبأوا في منازلهم». وقال اثنان من سكان درعا إن القوات السورية قصفت الحي القديم في المدينة امس وداهمت المسجد العمري في درعا بجنوب سوريا. وقال أحد السكان «توقف القصف. هناك قناصة على سطح المسجد» مضيفا أن القوات مدعومة بدبابات تبدو مسيطرة على الحي القديم لأول مرة منذ مهاجمة المدينة يوم الإثنين. وتحت شعار «اسبوع فك الحصار» ترحم «شباب الثورة السورية 2011» في صفحته من فيسبوك على ارواح الشهداء الذين سقطوا في «جمعة الغضب» ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن سقوط 62 قتيلا مدنيا الجمعة، 33 منهم في مدينة درعا (جنوب) مهد حركة الاحتجاج ومحافظة حمص (وسط) و25 في الرستن واثنان في في حمص. وفي شمال غرب البلاد قتل شخصان في اللاذقية وضواحيها. من جانبها افادت «لجنة شهداء 15 آذار» القريبة من المعارضين عن مقتل 582 شخصا منذ بداية حركة الاحتجاج. واوضحت ان الجمعة سقط 56 قتيلا منهم 32 في محافظة درعا و24 في الرستن (180 كلم شمال دمشق) قرب حمص. من جهته، قال متحدث عسكري ومسؤول في وزارة الداخلية ان ثمانية جنود قتلوا الجمعة اضافة الى شرطي في هجمات شنتها «مجموعات ارهابية» في درعا وحمص. وسيدفن القتلى السبت في الساعة 16,30 (13,30 تغ) كما افاد ناشطون على فيسبوك. واكد الناشطون على موقع التواصل الاجتماعي ان «دمكم انار لنا طريق الحرية. نعاهدكم ان نحمل الراية التي بذلتم لاجلها دماءكم ونواصل المشوار. نعاهدكم ان دمكم الطاهر لن يذهب هباء». ووعد الناشطون بتظاهرات جديدة خلال «اسبوع فك الحصار» لا سيما الاحد في درعا والاثنين في ضواحي دمشق والثلاثاء في بانياس وجبلة (شمال غرب) والاربعاء في حمص وتلبيسه (وسط) وتلكلخ عند الحدود مع لبنان. وينوي المتظاهرون الخميس تنظيم «اعتصامات ليلية» في كافة المدن بينما تحاصر قوات الامن درعا ودوما (15 كلم شمال دمشق) منذ بداية الاسبوع. وتحدى عشرات الاف المتظاهرين الجمعة قرار منع التظاهر وخرجوا الى شوارع عدة مدن مرددين «حرية» وداعين الى «سقوط النظام». وظهر في اشرطة فيديو صورها المتظاهرون وبثت على يوتيوب كيف كان متظاهرون يفرون في مدخل درعا خوفا من رصاص كثيف. كذلك، طالبت سبع منظمات للدفاع عن حقوق الانسان السبت في بيان بالافراج عن حازم نهار (43 عاما) وهو طبيب يتراس حزب العمال الثوري اعتقل الخميس. وقررت الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي الجمعة فرض عقوبات على سوريا. من جهته، صوت مجلس حقوق الانسان في الاممالمتحدة على قرار يطلب الاسراع في ارسال بعثة الى سوريا بهدف التحقيق حول انتهاكات حقوق الانسان. في المقابل اعتبرت روسيا امس ان تبني مجلس الاممالمتحدة لحقوق الانسان قرارا يطلب ارسال مهمة تحقيق لسوريا حيث يطال قمع السلطات منذ اسابيع متظاهرين، على وجه السرعة، امرا «غير مقبول». واكدت روسيا التي صوتت الجمعة في جنيف ضد القرار انه «من غير المقبول استخدام اليات الاممالمتحدة الهادفة لاحترام حقوق الانسان في العالم لتحقيق اهداف آنية وللتدخل في الشؤون الداخلية لبلدان ذات سيادة».