تحرص النساء على ممارسة رياضة المشي لأسباب متعددة، فهناك فئة من النسوة يفضلنها في الشهر الأخير من مراحل الحمل لتسهيل عملية الولادة إذا حان وقتها تماشيا مع نصائح الأطباء، بينما تمارسها فئة أخرى للمحافظة على الرشاقة والتخفيف من الدهون التي تصيب الجسم بسبب قلة الحركة، أما الفئة الثالثة فهي من تتخذ هذه الرياضة ستارا لتبادل رسائل البلوتوث مع الشباب الذين يزدحم بهم الممشى، وأخرى تمارسها بسبب إصابتهن بمرض السكري. تقول صالحة عسيري «أضطر لمارسة رياضة المشي في الممشى المجاور لقرية المفتاحة في أبها؛ لأنني مصابة بداء السكري، ولكن هناك نماذج من الشباب الطائش الذين نسمع منهم عبارات تخدش الحياء كلما مررنا بجوارهم، حيث إنهم يتعمدون الجلوس في الممشى وليس المركاز». أما حورية سالم فقد أوضحت أنها تحضر مع والدتها لممارسة المشي لتخفيف وزنها الثقيل، مشيرة إلى أن الشباب يطلقون رسائل البلوتوث الفكاهيّة والرومانسية. من جانبها، استغربت أم جوري عدم وجود رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر داخل الممشى، وقالت «لو تمركزت دوريات الهيئة في أي مكان ترتاده النساء لممارسة المشي لكان ذلك مدعاة لانخفاض أي سلوك مشين من بعض الشباب»، لافتة إلى أن بعض الفتيات المراهقات يلعبن بالنار، وقد تدفع الواحدة منهن عمرها ثمنا للحظة طيش لم تعرها اهتماما، مضيفة «إنني أعاني من بروز في منطقة البطن وليس لدي في المنزل جهاز لممارسة المشي، ولذلك أصبحت مجبورة على المشي هنا دون أن ألتفت لما يتفوه به بعض الشباب غير المسؤولين من عبارات أترفع عن ذكرها». من جهتها تقول عائشة «بسبب شح المراكز الرياضية النسائية نضطر لممارسة رياضة المشي لنستفيد جسديا ولتغيير أجواء الروتين اليومي، لكننا نصطدم بالشباب الذين يعبثون برمي عبارات غير أخلاقية علينا دون رادع يردعهم عن تصرفاتهم المشينة، وأذكر أني قبل عامين حضرت إلى الممشى في أبها لممارسة المشي وكنت وقتها في الشهر التاسع، وكان معي زوجي ولم يجرؤ أحد من عشرات الشباب المتواجدين في الممشى وقتها على التفوه علي بكلمة واحدة، ومن بعدها وأنا لا أحضر الى الممشى إلا برفقة زوجي أو أخي الأصغر مني». أما وجد فقالت «أرفض أكثر من مرة استقبال رسائل البلوتوث من بعض الشباب داخل المكان المخصص لرياضة المشي للجنسين في أبها، ولكن بعض النساء يستقبلن الرسائل ولم يطرأ على حياتهن أي تغيير حسب قولهن، حيث زعمن بأنه مجرد رسالة ولا تتعدى ذلك».