فرض عدد من الشباب، «البدانة» على نساء، بعدما لاحقوهن في ممرات المشاة التي خصصتها أمانة العاصمة المقدسة لهن لممارسة الرياضة عبرها. وفيما بدأ عدد من النساء الاعتراض على أمر تزايد المعاكسات، اعتبرن أن استمرارها يفوت عليهن الفرصة للتطبب بالرياضة، خاصة أن بينهن بدينات ومريضات بالسكري، إذ تعد رياضة المشى السبيل الوحيد للتخلص من تلك الإشكاليات. وأوضح عدد من الفتيات ل«شمس» أن صيحات الاستخفاف والتعليقات التي تلاحقهن، فرضت عليهن العزوف عن الرياضة، والبقاء أسيرات في المنازل، إلى أجل غير مسمى. وبينت الفتاة «منى. ص»، أنها اعتادت الذهاب إلى الممر برفقة والدتها في حال غياب أخيها، لممارسة الرياضة يومين في الأسبوع، لإنقاص وزنها الزائد: «إلا أنني بشكل يومي أجد المضايقات التي ربما لم تطلني، لكنها تطول أخريات، يؤذون الفتيات بتعليقاتهم ومعاكساتهم»، متسائلة: إلى أين تتجه النساء إذا استمرت الحال كما هي عليه حاليا؟ وأشارت إلى أن سبب لجوئهن إلى تلك الممرات قلة الأندية الرياضية المخصصة للنساء: «ما يضطرنا إلى ممارسة رياضة المشي في أحد مضامير المشي، بداعي الاستفادة جسديا، خاصة البدينات، ومنا من فضل تغيير أجواء الروتين اليومي، بالإضافة إلى النساء الحوامل، وكذلك المصابات بداء السكري أو بعض الأمراض الأخرى». وتطالب «خولة. س»، بتكثيف وجود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مضامير الممشى: «حيث إن هناك العديد من الشباب المراهقين الذين يلقون عبارات وتعليقات غزل وخلافه، ويمارسون تصرفات غير لائقة، حتى إن بعضهن يطلب من النساء ترقيمهن، لذا فإن التدخل الأمني الحل المناسب، في ظل تهور تلك الفئة، وعدم ردعهم بأي وازع أخلاقي أو ديني، لأن هذه الأماكن تم تخصيصها لممارسة الرياضة، التي تعد متنفسا للنساء اللائي لا يجدن أماكن أخرى يستطعن فيها ممارسة رياضة المشي». وفيما يرى الشاب نايف العتيبي أن أي محاولة لإبعاد الشباب عن الممشى تعد أمرا غير مقبولا، يشير إلى أن: «أمانة العاصمة المقدسة خصصت عددا من المسارات والمضامير لهواة رياضة المشي ومحبيها من الباحثين عن تحسين لياقتهم البدنية، بعيدا عن دفع مبالغ باهظة كاشتراكات شهرية وسنوية في النوادي الصحية، إلا أنني أتفق مع بعض النساء اللاتي يشعرن ببعض المضايقات من بعض الشباب، لكن هذا لا يعد مظهرا لكل ممارسي تلك الرياضة، لذا أقترح تسوير بعض المضامير لكي تنعم النساء والفتيات برياضة المشي دون أي إزعاج أو معاكسات من الشباب». من جانب آخر أشار المتحدث الرسمي بهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكةالمكرمة سالم السرواني، إلى وجود دوريات الهيئة في الحدائق والأسواق التجارية أو الميادين العامة حسب خطة العمل لدى جهاز الهيئة، مبينا أنه في حال وجود مخالفات تم رصدها من قبل رجال الهيئة في الميدان، أو تلقت أي معلومة عن تعرض النساء لمضايقات من الشباب، فإن الهيئة تتعامل معها وفق الأنظمة والتعليمات: «ولدينا تواجد مستمر للفرق والدوريات العاملة في الميدان سواء كانت راكبة أم راجلة» .