ما كنت أتمنى أن أكمل اليوم الخميس حديثا بدأته عن بثور الانتخابات البلدية وعقدها!! لولا أن ما قلته بالأمس صار حقيقة ولم يعد خيالا!! قلت بالأمس الانتخابات هذه المرة تكاد تكون لكبار السن فقط هي للمعمرين ومن انتهت فترة صلاحية حيويتهم!! وما إن تم نشر هذا الكلام حتى وجدت بالصدفة الصحف المحلية معظمها صادر وعلى صفحته البارزة خبر يقول «مئوي (22ا) عاما يشارك في الانتخابات البلدية»!! معظم الصحف احتفت بإيجابية المعمر الفطن أمده الله بالقوة على أن ينتخب في المرة القادمة أيضا غير أني لا أريد أن ننتحب وهذه العبارة دون نقطة على الحاء بل أعني ما أقول (ننتحب) من النحيب وليس (ننتخب) من الانتخاب!! لا أريد أن ننتحب على الشباب!!! وأرجو بهذه المناسبة الفريدة أن تحتفي الصحف نفسها وعلى الطريقة نفسها بأي «شاب» يبادر بالذهاب إلى المركز الانتخابي طواعية لتسجيل اسمه، شرط أن لا يزيد عمره عن خمسة وعشرين عاما!! لأن بعض الذكور سلمهم الله يعتقدون إثباتا لشبابهم أنهم وهم في الخمسين من حقهم صيانة شبابهم «الغض» بالزواج من ابنة السابعة عشرة!! في اعتقاد خاطئ منهم أن هذا هو الشباب!! وفي الانتخابات لا داعي لارتكاب الأخطاء! وأود تذكيركم إذن أن المعمر رعاه الله وجد الحفاوة والتقدير والتصوير والتصفيق لأنه ذهب ينتخب فلا تدعوا الشباب مهملا كي «لا ينتحب»!! دون نقطة على الحاء!! ومن النزاهة التساؤل بصراحة كيف تكون الانتخابات صحيحة والنساء غائبات قسرا.. والشباب غائبون طوعا!! كيف تصح انتخابات في مجتمع تقوم بأقل من نصف النصف؟!! ولا تنشغلوا من فضلكم بالنساء وغيابهن القسري عن الانتخابات لأن ما هو أفظع منه الغياب الطوعي والاختياري للشباب!! وهو ما يستحق فورا الالتفات إليه!! ومتى.. وقعت أياديكم يا صحفنا العزيزة على شاب لا يتجاوز الخامسة والعشرين ذاهب بقدميه طوعا إلى المركز الانتخابي ليسجل اسمه لأن لديه قناعة أن صوته مهم! أرجوكم .. تلاقطوه.. وسارعوا إلى تصويره واجعلوه نجم العام!! فلقد سئمنا العادة المتبعة أن الاهتمام ينصب على الكبار ورجال الأعمال والمتبرعين من أصحاب السيولة المادية! بينما الشباب معزولون عن الضوء ولا تؤخذ جهودهم بعين الاعتبار إلا إذا كان لاعب كرة أو راقصا عفوا مطربا!! إن ما يجري الآن من أساليب تعامل مع الشباب قائمة على أساس الإقصاء والإبعاد والتهميش!! وعلى أساس صورة ذهنية تقليدية قديمة تقدم الشباب أنهم أنصار الخطيئة وأسباب الانهيار وخطر على الأسواق العامة وعلى الشقق السكنية التي يسكن فيها عائلات وخطر على البنات! باعتبارهم فئة منبوذة لا يهمها غير الغزل والتحرش ومطاردة النسوان ومتابعة الأفلام الجنسية والجري وراء الممنوعات هذه الصورة النمطية التي تجمع بين الصالح والطالح في إطار واحد لم تعد صالحة للبقاء!! تتحكم في اتجاهاتنا نحو الشباب حطموا الإطار الصدئ وانظروا للواقع حيث يقوم الشباب عبر الإنترنت بأدوار مجتمعية تتفوق على أدوار المجلس البلدي!! نظموا أنفسهم في مجموعات، تطوعوا في الأزمات، ساعدوا في الابتكارات أعطوا وما بخلوا حين جد الجد ولزم الأمر!! وعليكم تعزيز الإيجابيات فيهم وبادروا إلى الخير تجدوه وأحسنوا الظن تحصدوا النتائج! لكن لأن الحكمة تقول من سار على الدرب وصل ضل الطريق المنظمون للانتخابات لأنهم عكسوا اتجاه السير!!. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة