بين العقل السجالي الذي تحدثت عنه في قضية المشرفات الأكولات الأسبوع الماضي، وبين العقل الذي لا يحدد ماهية الأولويات، بدا لي أن مسألة الإصلاح مازالت متوقفة بسبب هذه العقول التي لا تريد حل المشاكل ولا أن تحدد أولوياتها. قبل أيام تجادل المشرف العام على مكتب وزير الشؤون البلدية والقروية ورئيس اللجنة العامة للانتخابات البلدية عبدالرحمن الدهمش، مع أمين مدينة الرياض الدكتور عبدالعزيز بن عياف على الصحف. فبعد أن أكد أمين مدينة الرياض «ابن عياف» بجاهزية الرياض لمشاركة المرأة في الانتخابات المقبلة، وأكد على أن العملية الانتخابية ليست انتقائية على مستوى مناطق محددة أو مدينة محددة. رد رئيس اللجنة العامة للانتخابات البلدية «الدهمش» قائلا : «إن مشاركة المرأة في دورة الانتخابات الحالية غير واردة»، مؤكدا أن الأمر مرتبط بجوانب إجرائية تتطلب تأهيل كوادر نسائية لخوض مثل هذه التجربة. هذا الجدل أدخل أغلب الإعلام مرئيا ومقروءا وكتابا وكاتبات وصحفيين في جدل حول أحقية المرأة وأنها نصف المجتمع، وأن من حقها الدخول للانتخابات. ولم أقرأ ولا مرة جدلا يدور حول ما الذي قدمته المجالس البلدية السابقة، وخصوصا أن مدننا الكبيرة غرقت أمام أعيننا؟. وهل كانت تملك المجالس البلدية صلاحيات لتراقب عمل الأمانات والبلديات وتحاسبها؟ وإن كانت تملك صلاحيات، هل أعضاؤها دخلوا للمجالس لتكوين علاقات صداقة فيحقق الأعضاء مصالحهم الشخصية فقط؟ من وجهة نظر شخصية أرى أن هذه الأسئلة من المفترض أن يضعها العقل كأولويات يناقشها ويتجادل حولها، ليصنع مجالس لها قيمتها الفعلية وتحقق المصلحة العامة. وبعد أن تقوم مجالس ذات قيمة اعتبارية وقادرة على تحقيق ما يتمناه الناخب، وليس ديكورا، على هذا العقل أن يطرح فكرة من حق المرأة «نصف المجتمع» أن تدخل اللعبة الانتخابية ناخبة ومرشحة. عندما أتأمل الدول الأعرق في مسألة الانتخابات أجد أن همهم الأول كان منصبا على إيجاد قيمة للمجالس المنتخبة، وأنها قادرة على مراقبة السلطة التنفيذية ومساءلتها، ثم وبعد أن تحققت هذه القيمة طرح مسألة النصف الآخر من المجتمع ، فأمريكا بدأت الانتخابات فيها عام 1789م، في عام 1927م دخلت المرأة للانتخابات والترشيح، في سويسرا دخلت المرأة عام 1970م إن لم تخني الذاكرة . قد يقول أحدهم: ولماذا علينا أن نبدأ من صناعة العجلة وأن على المرأة الدخول الآن؟ وهذا الصحيح.. والصحيح أيضا أن تنصب أولوياتنا على «ما الذي قدمته المجالس البلدية السابقة، وخصوصا أن مدننا الكبيرة غرقت أمام أعيننا؟ S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة