اعتبر عدد من المسافرين في منطقة القصيم تعامل الخطوط السعودية معهم بأنه «ينم عن مشكلة أزلية تعاني منها الشركة في الإدارة»، وقال المتحدثون ل «عكاظ» إن زمن التغيير قد حان. عبدالهادي الخضير يشير بالقول «نحن أمام مشكلة إدارة أو أزمة إدارة تتفاقم مع النمو الكبير في بلادنا، فتعامل الخطوط السعودية مع ركابها المسافرين مؤشر على زيادة المشكلة ونحتاج إلى لائحة وأنظمة واضحة وجلية عند تأخر الرحلات توضح حقوق الراكب والمسافر، وكيفية التعاطي معه». ويطلب الخضير من الخطوط السعودية أن تدرك أن للمسافر ظروفا يجب أن تقدر، كما يحتاج الموظفون إلى صقل مهاراتهم في كيفية التعامل مع الجمهور. يضرب الخضير مثلا بنفسه ويقول «أنا من سكان منطقة القصيم ولدي أعمال في منطقة مكةالمكرمة، وبحكم تنقلي بين المنطقتين أجد صعوبة في الحجز، حيث ترتبط المنطقتان برحلتين فقط، لا تتواءم مع الطلب الكبير الذي تحتاجه المنطقة. ويتضح ذلك جليا في حال البحث عن حجوزات فالجميع يعاني من ذات المشكلة منذ سنوات. وهل يعقل أن المسؤولين في الشركة ليسوا على دراية بهذه المعاناة التي يجب أن تقدر بحكم ما تملك الشركة من امتيازات في النقل كونها الناقل الجوي الرئيس في البلاد. لا للأعذار الواهية يقول ماجد البليهد «الجميع يراهن على أن الكم الهائل من أعداد المسافرين يحتاج إلى شركة تحت إدارة قوية تستطيع أن تتعامل مع أسطولها وتسيرها لخدمة الركاب مع تنمية موارد الشركة بخدمات عالية، مهما كانت الأعذار الواهية فإن ما يعانيه المسافر مؤشر على ما تعانيه هذه الشركة من سوء إدارة، إن التكدس في الصالات يعد مظهرا غير مقبول ويؤثر سلبا على مصالح الركاب فمنهم من يكون مريضا أو في عطلة أو اللحاق بمصلحة تجارية أو استثمارية»، ويمتدح البليهد موقف أعضاء مجلس الشورى من الخطوط ويرى أنه «يجب أن يكون هو الرأي الرسمي». الهروب إلى البر من جهته، اعتبر عضو في المجلس البلدي في أمانة منطقة القصيم أن «الخطوط السعودية في حاجة إلى تطوير علاقتها مع الركاب والجمهور، وتوضيح الأمور بشفافية»، معتبرا أن منطقة القصيم، وهي المنطقة ذات المكانة التجارية والنمو الكبير، تحتاج إلى العديد من الخدمات من خطوط الطيران وتشغيل الوجهات الشمالية التي كانت تسير من القصيم وانقطعت مثل الرحلات المرتبطة مع عرعر والقريات ورفحاء، كما أن رحلة الطائف بحاجة إلى إعادة وزيادة، وكذلك خط جوي جديد بين القصيم وأبها فكل هذه الوجهات في رأي عضو المجلس البلدي يحتاجها المسافر وهناك طلب واسع عليها، يضاف إلى ذلك زيادة الرحلات بين القصيمالرياضوالقصيمجدة، والتي تقف عند حد الرحلتين رغم الطلب الكبير مما جعل خيار السفر برا هو الخيار القسري أمام المسافرين. ويضيف عضو المجلس البلدي أن منطقة القصيم في وسط البلاد، «يجب زيادة عدد الرحلات فالجميع يعلم حجم التفاعل مع الرحلات الدولية الجديدة التي أضيفت للمطار ومدى الإقبال وهذا يوضح التعطش في المنطقة الخصبة تجاريا وفي المال والأعمال كونها في وسط البلاد وقريبة من مختلف المناطق». الخطوط الأجنبية ويرى مختار، أحد العاملين في وكالات السفر، أن الوكالات توفر للعميل عدة خيارات لخطوط الطيران، وفي ما يتعلق بالخطوط السعودية فالكل يعلم أن هناك ضغوطا عليها برغم أسطولها الكبير والعملاق، حيث تحتاج إلى تقييم من الخبراء لكن ما هو ظاهر، أنه أقل من حجم الطلب الكبير للطيران في المملكة، والذي لو حسنت خدماته وبيئته لحقق نسب نمو خيالية نظرا لأعداد المسافرين على خطوط أجنبية فنحن ننفذ يوميا مئات الحجوزات لخطوط طيران مختلفة. ضعف الرحلات التي تصل إلى القصيم أثارت حفيظة عدد من المواطنين ومن بينهم موظفون في الخطوط السعودية وقال أحدهم ل «عكاظ» إن شركة ناس تسببت في حرمان أهل القصيم من محطات عرعر والجوف والطائف عندما أوكلت لها المهمة، وبعد أن خرجت من السوق المحلي لم تعد رحلات السعودية إلى تلك المناطق. تعويض المسافر وقال إن القصيم ومنذ افتتاح المطار محرومة من جميع الجهات الجنوبية حيث لا يصل راكب القصيم إلى أبها وجيزان والباحة ونجران، وذكر أن المحطات القائمة هي الرياضوجدة بواقع رحلتين يوميا والدمام رحلة واحدة يوميا، فيما تصل رحلتان في نهاية الأسبوع من المدينةالمنورة ذهابا وعودة مع رحلة وحيدة من مطار تبوك رغم أنها كانت رحلتان في الأسبوع. في المقابل، أوضح مصدر في مطار القصيم أن تعذر إقلاع الرحلات أمر وارد ويحدث كثيرا. وهو بلا شك له تأثير على الموظفين في المطار حيث يعانون مع غيرهم من مختلف الجهات الأمنية والخدمية، ويجب أن ينظر في معاناة المسافرين في المطارات وإيجاد البدائل والطرق لكيفية التعامل مع المسافرين ممن يتعذر سفرهم، وتوضيح حقوقهم من استضافة وغيرها.