تستقبل طالبات المرحلة الابتدائية في مدرسة قرية صبيا بلومة في محافظة القنفذة، الدروس اليومية في غرف المطابخ والممرات الضيقة في مبنى مستأجر يفتقد للتهوية، التكييف وأبسط أنواع الضروريات للبقاء فيه يوماً دراسياً كاملا أكثر من ست ساعات، وقد سبق أن نقلن إلى هذا المبنى بعد تصدع مبنى مجمع تعليمي يضم المراحل الابتدائية، المتوسطة، والثانوية. وتدرس طالبات الثانوية في غرف شعبية ضيقة خارج المبنى المستأجر، تحيط بالغرف حرارة الشمس والأتربة من كل مكان، مع نقص شديد في دورات المياه التي لا تتناسب مع هذه الأعداد. وفيما طالب أولياء أمور الطالبات بإنهاء معاناة بناتهم، قال ل «عكاظ» مساعد مدير التعليم للشؤون المدرسية محمد الشاعري «نقل الطلاب إلى مبنى حكومي، وتجري ترتيبات حالياً لإنهاء معاناة الطالبات في مدارس صبيا بلومة». وكان قد شيد مجمع قرية صبيا بلومة، إلا أن الأهالي لم يفرحوا به طويلا، حيث لم يمضى سوى عام واحد فقط، لتظهر فيه التصدعات والتشققات ما جعله خطراً على أرواح الطالبات، وأمرت لجنة من تعليم القنفذة بإخلائه فوراً حفاظاً على أرواح الطالبات اللواتي نقلن إلى مبنى مستأجر. يقول طلال بن زاهر الزبيدي مدير مجمع مدارس صبيا للبنين سابقاً «دخل تعليم البنات في هذه القرية منذ عام 1398ه، ومنذ هذا التاريخ لم تحظ هذه المراحل بمبنى حكومي «سوى مبنى واحد لم يستفد منه سوى عام واحد ثم أخلي سريعاً لخطورته»، وتدرس الطالبات في مبنى مستأجر أصلا أنشئ للسكن ولا يصلح للتعليم، يضم دورين ومساحته 20 × 20 متر مربع. وأضاف جميع طالبات المدرسة لا يجدن ظلا أثنا الفسح والأنشطة الدراسية، بل يطلب منهن الخروج في حرارة الشمس والأتربة خارج الفصول وفي فناء المبنى الذي لا يستوعب هذه الأعداد. وقال «خصصت أرض مساحتها 100×100 متر مربع للمرحلة الثانوية، وأخرى مساحتها 60×60 متر مربع لتحفيظ القرآن، وأبلغت الوزارة بذلك لتشيد مبنيين». وأضاف يلاحظ تزايد عدد الطالبات عاماً بعد عام في هذه القرية لسهولة الوصول إليها وتوفر كثير من الخدمات الحكومية فيها، دون أن تهتم إدارة التربية والتعليم في المحافظة بمواكبة التعليم لتطور القرية وزيادة عدد سكانها. وبين كل من حسن الزبيدي، محمد حسن الزبيدي وعلي العميري، أن المبنى الحكومي الذي أخلي أصبح مأوى للعمالة السائبة، دون تخصيص موظف لحراسته، خصوصاً أنه يوجد فيه أثاث تعليمي من معامل، مكيفات، طاولات، كراسي، مكاتب وغيرها دون أن تنقل إلى مدارس حكومية أخرى للاستفادة منها.