فيما يبحث فنان العرب محمد عبده عن الأغنية اليمنية التراثية (قال المعنى) ليقدمها مجددا، ويسارع الكثير من الفنانين للعودة للتراث ليعاد تقديمه مجددا للساحة الغنائية عبر توظيف أغنيات تراثية في ألحان الألبومات التي يقدمونها حديثا، تطرح العديد من الأسئلة حول هذه العودة وأسبابها، وهل تأتي ضمن محاولة التذكير بالتاريخ الصامد للأغنية، أم هي حالة من استفادة الألحان الجديدة المستمدة في الأصل من التراث. «عكاظ» طرحت هذه التساؤلات على عدد من الفنانين والملحنين: بداية، قال الملحن طلال باغر إن عودة الفنانين لبعض الأعمال التراثية تأتي ضمن الاهتمام بالتاريخ الضخم ولإعادة استنهاضه بين الحين والآخر، وتعريف الأجيال بثرات المبدعين الذين ظهروا في فترات متعددة، مؤكدا أن الألحان الجديدة موجودة ويتغنى بها الفنانون في طروحاتهم المتوالية عبر سوق الكاسيت، مشيرا إلى أن العودة إلى الألحان القديمة هو قائم منذ سنوات طويلة، والمتابع للعمل قد يلمس أنها أعمال جديدة حين يقدم عملا تراثيا قديما مطورا على نص شعري، لأن معظم الأعمال أصبحت تقدم عبر إطلاق عمل منفرد بين الحين والآخر (سنقل) التي يتم التركيز عليها بشكل مكثف إعلاميا. من جانبه، يرى الفنان طلال سلامة أن تقديم أي فنان لعمل تراثي هو دلالة واضحة على كونه فنانا مؤسسا بشكل جيد منذ البداية عبر إلمامه بالألوان المتعددة التراثية، ومن خلال هذه الأعمال يبرز كفنان يملك أدواته ويستطيع خوض المنافسة بكل اقتدار. ويشير سلامة أن تقديم الفنانين لأعمال تراثية أمر يأتي من خلال تنويع الأعمال المقدمة للمستمعين وإرضاء لكافة الأذواق التي عادة ما تطلب أن يكون هناك اهتمام بالتراث القديم وتوثيقه وتقديمه لهذا الجيل الشاب بصورة متجددة والاستفادة من وسائل التقنية الحديثة التي تعطي جودة عالية، مضيفا أن الألحان الجديدة موجودة بكثافة في الساحة الفنية وهي لا تتعارض مع تقديم الألحان التراثية التي يعيشها المستمع.