جسدت الفنانة التشكيلية حسناء محمد تلك العلاقة التكاملية بين الرجل والمرأة في لوحتها الفنية «تكامل»، حيث حاولت تبسيط الصراع بين الرجل والمرأة بتجريد عناصرهما بطريقة احترافية خلقت منها لوحة إبداعية مميزة وكأنها تقول إنه لزاما علينا أن تكون علاقتنا ببعض علاقة تكاملية، حيث يسد كل واحد من الآخر بطريقة شرعية فرضتها علينا ثوابتنا الدينية والتزامنا بتعاليم الإسلام السمحة. أدخلت الفنانة حسناء نفسها في مغامرة تشكيلية جادة لقراءة العلاقة بين الرجل والمرأة متتبعة كل أبعاد ما يربطهما ببعضهما البعض، إضافة إلى كثير من القيم التشكيلية والمعاني والدلالات المتنوعة العميقة التي تتنقل فيما بينها من الخاص إلى العام ومن الفردي إلى الجمعي، إضافة إلى كونها تعنى فائق العناية بالمزج بين الواقعي والمتخيل أو تقديم كل منهما على حدة خلال نصوص بصرية مستقلة وقائمة بذاتها، وقادرة في الوقت ذاته على طرح مضامين كثيرة تمتاز بالأصالة، كما أنها في ذات الوقت تعبر عن طموحات وأفكار مستقبلية مأمولة. يأتي الخطاب البصري لحسناء عبر تجريدها التعبيري في هذا النطاق أكثر ملاءمة وتجاوبا مع الطرح المراد إبرازه والتأكيد عليه، بحيث تكون المرأة في هيئتها المجردة داخل اللوحة هي البديل المشروع عن كل النساء الموجودات في الحياة، معتمدة على تنويع المساحات اللونية المتناغمة وإعادة توزيعها وتكرارها عبر المسطحات البصرية في علاقات تشكيلية تأتي غالبا في نطاق هندسي، بحيث نراها اعتمدت على مساحات منتظمة كالمستطيلات وأشكال تعتمد الخطوط المستقيمة أو المنحنية غير المنتظمة في رسمها، وأحيانا يمكننا أن نجد تلك المساحات اللونية وقد احتلت خلفية اللوحة بأكملها، بحيث لا يمكننا العثور على نهايات تحد هذه الخلفيات ليبقى الفضاء مشرعا للامتداد والتخيل اللامحدود من قبل المتأملين والمشاهدين المدققين في معاني ومفاهيم تلك النصوص البصرية المطروحة خارج السياق العام المعتاد. حسناء محمد من التشكيليات السعوديات اللائي دخلن عالم الفن كهواة، إلا أنها تجاوزت حدود الزمان والمكان بأعمال فنية ارتقت بذائقتها اللونية لأن تسجل ضمن التشكيليات السعوديات، واتضح تأثر أعمالها بثقافتها الفنية والأدبية، حيث لها مجموعة من الكتابات النثرية والمقالات الصحافية التي حتما ساعدت في تكوين شخصية فنية شاركت في الكثير من المعارض الفنية حاصدة مجموعة من الجوائز والشهادات.