أكثر ما يخشاه رواد طريق رنية وادي الدواسر، أن تهمل جثثهم على جنبات الطريق في حال وقوع الحوادث المرورية، ويبالغ بعضهم في الخوف من أن تنهش الكلاب الضالة جثثهم ريثما تصلهم سيارات الإسعاف من المراكز المجاورة، علما بأن طول الطريق -الخالي من كل شيء- 230 كيلو مترا. على ذلك الطريق يتجلى المثل العربي القديم «تعدد الأسباب والموت واحد» فإن لم تصطدم بالسيارة المقابلة على الطريق الضيق، ربما ترضخ أمام جبروت (سفن الصحراء) الجمال السائبة، وفي أسوأ الأحوال أن تتوه في الصحاري إلى أن تهلك عطشا مثل كثيرين مروا بتلك التجربة بينهم بعض أبناء المنطقة. وزارة النقل عبدت الطريق قبل ثلاث سنوات، وما زال العابرون يواجهون الموت أكثر من السابق، لا محطات وقود على الطريق، ولا مركز للهلال الأحمر، في ظل غياب تام لأمن الطرق، وفوق هذا كله تغيب شبكات الهواتف النقالة، ويخيم الهدوء التام على المكان القفر. يقول المواطن عمر عون السبيعى، من أهالى رنية: تكمن أهمية الطريق فى أنه يصل محافظات منطقة الرياض، بمحافظات المنطقة الغربية، عبر محافظة رنية، وهو يختصر المسافة للقادمين من شرقي وجنوبي المملكة، وكذلك دول الخليج العربي من الحجاج والمعتمرين والمصطافين، الذين يسلكون هذا الطريق ذهابا وإيابا منذ سنوات عديدة، وأضاف: إن الطريق الحالي بعد سفلتته من قبل وزارة النقل ما زال يشكل تهديدا لعابريه، فالطريق ضيق ولا يكاد يتسع لسيارتين فى كثير من أنحائه، مما نتجت عنه حوادث مميتة، رغم قصر عمره فلم يتجاوز تعبيده أكثر من سنتين، ومن الضروري تنفيذ مشورع ازدواج الطريق، وعمل سياج يحمي المسافرين من الإبل التى تنتشر فى المراعي التي يسلكها هذا الطريق. ويقول المواطن سحمي السبيعي إن هذا الطريق بقي حجر عثرة فى وجوه أبناء محافظة رنية والمحافظات المجاورة التى يخدمها هذا الطريق، رغم أن أهميته لا تكمن فى الحج والعمرة، بل تجاوز ذلك بكثير، فله أهمية تجارية وصناعية وسياحية كبيرة جدا؛ فكونهم يسلكون طريقا ضيقا وغير مزدوج وبهذه الكثافة من مرتاديه من المسافرين فيه كل معاني الخطورة، وهو يفتقد للعديد من الخدمات المهمة حيث لا يوجد على الطريق محطات وقود رغم أنه طوله يبلغ أكثر من 230كم، وكذلك لا يوجد عليه مركز للهلال الاحمر ولا أمن للطرق كما أن خدمة الجوال غائبة عنه، فضلا عن أن الطريق نفسه تنقصه الخطوط الجانبية وعيون القطط فى بعض أنحائه بالإضافة إلى خلوه من استراحات جانبية للمسافرين أو للشاحنات التي تأخذ الجزء الأكبر من مرتاديه بسبب أنه يشكل رافدا مهما لتوريد الأعلاف والخضراوات والمواد الأخرى التى يجلبها التجار من وادي الدواسر إلى المنطقة الغربية والجنوبية عبر بوابة رنية، ويشهد هذا الطريق المئات من الشاحنات بمختلف الأحجام فى كل ساعة مما يشكل أهمية كبيرة للتجار ولناقلي البضائع بسبب اختصاره لمسافات طويلة كانت ستحمل هؤلاء جهدا ووقتا أكثر وناشد السبيعي المسؤولين والجهات المعنية إلى النظر فى أمر هذا الطريق المهم بشكل كبير وذلك لازدواجه وتوسيع مساراته وكذلك تكميل الخدمات المتبقية من المحطات البترولية والاستراحات والجوال وأمن الطرق ومراكز للهلال الأحمر.