تتخذ إيران من الدين ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهي مارست هذا التدخل في لبنان بحجة «حماية الشيعة»، والآن تستخدمه في البحرين وربما في دول أخرى في المستقبل القريب، إلا أن البعض كشف هذا السعي اللا أخلاقي والمتنافي مع قيم الدين، وحتى الأعراف الدبلوماسية الدولية. وهنا ؛ كان لا بد أن نستوضح بعض الآراء في هذه المسألة حتى لا تنطلي على البعض هذه المسوغات الإيرانية للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية. وأكد رئيس التيار الشيعي الحر في لبنان الشيخ محمد الحاج الحسن أن «قيادة المملكة، من أكثر القيادات في المنطقة التي تتعاطى مع المجريات السياسية بشكل عقلاني وهادئ». وقال في اتصال هاتفي مع «عكاظ»: «إن المملكة الدرع الحصين في مواجهة كل الأخطار التي تتعرض لها، وما يقال من حديث من أن الشيعة سيكونون مطاردين في المنطقة العربية، ما هو إلا نوع من الغوغائية لا يؤثر على العلاقة مع المملكة». ووجه الحسن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمناسبة اختياره ضمن ضيوف المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» لهذا العام وكذلك صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله رئيس الحرس الوطني عضو مجلس الوزراء وزير الدولة». الامبراطورية الفارسية واتهم الحسن إيران بأنها تطمح لبناء إمبراطوريتها الفارسية على حساب تفتيت المنطقة العربية، وهي تعمل من أجل ذلك على تقسيم الشعب العربي، ولا تتورع عن إثارة النعرات والفتن في المنطقة.. واصفا ما يجري في المنطقة العربية بأنه مقلق جدا. وأن التيار حذر من قبل اندلاع هذه الفوضى العارمة من خطر داهم يأتي إلى المنطقة ويجتاحها نتيجة المطامع الكبيرة في بعض الدول في المنطقة العربية. وحول الأحداث الأخيرة في البحرين، أوضح أن المشهد المأساوي الذي جرى في ممكلة البحرين، أثار الفرقة والشقاق على يد التدخل الخارجي الإيراني؛ وهنا لا بد القول من أن أهل البيت أدرى بشؤونهم من غيرهم، فكما أننا لم نتدخل يوما في شؤون إيران فعليها أيضا ألا تتدخل في شؤوننا. وتابع الحسن قائلا: «إنه من الأولى على إيران أن تمنح الحرية لشعبها ولا تقمعه أو تقتله، بدلا من النصائح التي تنشرها هنا وهناك»، متسائلا في الوقت ذاته: «لا أدري كيف لوزير الخارجية الإيراني مثلا أن يتبجح علينا ويقول إن من حق الشعب البحريني أن يطالب بحريته واستقلاليته، وغيرها من الشعارات، ثم نسمع له تصريحات يقول فيها إن ما يجري في سورية هو مؤامرة كبيرة». وقال «نحن لم نفهم هذه الازدواجية العجيبة فكيف هنا حرية وهناك مؤامرة، وبكل الأحوال في كلتا الدولتين لا نتمنى إلا الخير، ولكن على إيران ألا تتدخل لا في البحرين ولا في سورية ولا في أية دولة في المنطقة». ولاية الفقيه أما فيما يتعلق بمفهوم ولاية الفقيه، الذي تعتبره إيران منهجا سياسيا وكذلك حزب الله اللبناني، أكد الحسن أن هذا المفهوم مؤامرة كبيرة؛ فلا سلطة للولي الفقيه على أي من خارج حدود إيران، وأما فيما يتعلق بالشيعة العرب فنحن ندعوهم ونقول لهم: آن الأوان لنقول كلمتنا إننا جزء لا يتجزأ من هذه المنطقة العربية والأمة الإسلامية وعلينا أن نتصدى لكل المؤامرة التي تأتينا تحت عنوان ولاية الفقيه.. موضحا أنها خطة تآمرية كبيرة لوضع الشيعة في خندق الرهان وفي سجن يقيدهم من جميع النواحي، فهذا أمر مرفوض بتاتا لدينا، ونحن الشيعة العرب في المنطقة لا يمكن أن نكون أصحاب مشروع خاص نتميز به عن مشروع الدولة التي نعيش فيها وعلى إيران أن تنهي هذه المسألة؛ لأننا لن نكون يوما ما داخل مشروع ولاية الفقيه. كشف الحقائق وكشف الحسن أن إيران تمارس وصايتها واستغلال وضع الشيعة في المنطقة العربية «حاولوا ذلك من خلال الشعب البحريني على سبيل المثال والذين نزلوا إلى الشارع في لحظة ما ليقولوا كلمتهم عن الإصلاحات والحقوق فتدخل العامل الإيراني عبر إجراء داخل المملكة البحرينية وحولوا المشكلة من مشكلة اجتماعية داخلية خاصة إلى مشروع أكبر حمل العنوان المواجهة الشيعية السنية وهذا ما أقلق الوطن العربي ودفع دول المنطقة العربية إلى اتخاذ موقف عاجل لحماية بوابة العالم العربي وصد المشروع الفارسي في المنطقة». وأضاف «تحاول إيران اليوم التأثير على الشيعة في الكويت والسعودية كما فرضت على الشيعة في لبنان قرار الهيمنة والتسلط عبر تسليم قرار الشعب إلى حزب الله الذي لا يتورع ولا يخشى في مرحلة من المراحل أن يؤكد أنه جندي في جيش ولاية الفقيه».. ونفى الحسن أن يكون كل الشيعة يتبعون ويؤيدون ولاية الفقيه «ليس كل الشيعة مع ولاية الفقيه وتحت سلطة حزب الله وأن يكونوا خارج سلطة دولتهم، ومن هنا أتوجه إلى أحبائنا في مملكة البحرين بأن ينتبهوا ويحذروا من المؤامرة الكبيرة؛ لأن إيران ليست حريصة لأن تحفظ حقوق الشيعة، بل تحاول أن تحولهم إلى وقود لمشروعهم الخاص».