ما حدث من تثبيت لنسبة الإعانة وكذلك راتب الشهرين دعت طيور الأرض لالتقام (أي نتفة) مالية تظهر هنا أو هناك، وما تشمير التجار لرفع الأسعار إلا أحدها، وتعددت صور وليمة اختطاف الراتبين من كل حدب وصوب بدءا من الأولاد الذين طالبوا بزيادة في مصروفهم تأسيا بالزيادة التي وصلت إلى الراتب، وسمع بالخبر العمالة السائحة التي تخدمنا فلم تقصر في مضاعفة ثمن خدماتها، وتنادى الشحاذون في جميع الشوارع لأخذ ماتجود به نفسك من راتب الشهرين، وتخلت عمالة النظافة عن كنس الشوارع ووقفوا على إشارات البلد لعل جزء الجزء (من الراتبين) يسعف فاقتهم .. الكل أصبح مادا يده وعليك أن تمد يدك أيضا (لتعطي طبعا لا أن تأخذ).. وفي ظل هذا الجراد المنتشر ذهبت أموال الراتبين في إنفاق على الإجازة وغلاء أسعار السياحة الداخلية.. وبعيدا عن هذا، أجدني أستذكر عمالة النظافة كإحدى الصور التي تشوه إنسانية الإنسان وليس من ضرر العودة للحديث في قضيتهم التي لم تحل إلى الآن فقلت يوما: نفسي أعرف الجهة المسؤولة عن محاسبة الشركات التي تستقدم كل هذه العمالة من عمال النظافة ولاتتابع استيفاء العمال لحقوقهم من تلك الشركات فالعمالة المعنية بنظافة البلد تهضم حقوقها في وضح النهار من غير أن ترتفع كلمة حق في هؤلاء المساكين .. ويبدأ هضم حقوقهم من الدخول المتواضعة جدا والتي تصل إلى 300 ريال في الشهر، وتجميع هذه العمالة في مساكن هي أقرب إلى السجون منها إلى المساكن حيث يتم قذف عشرة في غرفة واحدة، والمصيبة والطامة الكبرى أن هذا الدخل المتواضع لا يتم إعطاؤهم إياه إلا بعد ستة أشهر، ونتيجة هذه التصرفات غير المسؤولة والتي أشرنا ألف مرة إلى أنها تضر بسمعة البلد خارجيا وداخليا وقبل ذلك دينيا وإنسانيا لا تجد حلا أو أذنا صاغية لما يمكن أن ينتجه هذا التصرف من ضرر داخلي أو خارجي. طبعا لا يمكن لأي مسؤول من الكبار سواء في الأمانات أو أصحاب الشركات، لا يمكن لهم التنبه لمثل هذه الأوضاع، فهؤلاء المسؤوليون لا يرون هذه الفئة وهي تتضور جوعا، ولا يرونهم وهم يتسولون أمام إشارات المرور أو يتركون عملهم لجمع العلب الفارغة في مسابقة محمومة مع بقية النساء الجامعات لهذه العلب الفارغة ولا يمكن لهذا المسؤول الكبير أن يراهم وهم يطالبون المواطنين (بالبخشيش) لكي ينجزوا أعمالهم الموكلة إليهم في تنظيف الأحياء الداخلية والمشبعة بكل أنواع القاذورات ولا يمكن لذلك المسؤول أن يحس بمرارة غربتهم وانتظارهم لذلك الراتب الذي لايصل في وقته.. هؤلاء الناس سيشعرون أن من حقهم فعل أي شيء مقابل أن يعيشوا، فالشركات المستقدمة لهم أمنت العقاب ،فهي تأتي بهؤلاء الناس من غير أي مسؤولية إنسانية أو وطنية .. وليس مهما أمام أصحاب هذه الشركات سوى إبرام صفقة مناقصة تنظيف أي مدينة من مدن المملكة واستلام الشيك ولتذهب تلك العمالة إلى سقر .. هل يعقل هذا.؟ وإذ لم تتحرك الأمانات أو وزارة العمل لضمان حقوق هؤلاء الناس، فأين هي جمعية حقوق الإنسان من مثل هذه الأفعال المشينة بحق الإنسان وبحق الوطن.. والله .. تعبنا ونحن نقول: حرام عليكم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 195 مسافة ثم الرسالة