حول عمال نظافة عملهم في تنظيف المرافق والشوارع العامة إلى نشاط تجاري مربح بانشغالهم عن أداء وظيفتهم الأصلية في تنظيف تلك المواقع من المخلفات، إلى جمع المخلفات، وبيعها للاستفادة منها في تحسين مداخيلهم المالية المتدنية. وفضل كثير من العمال اغتنام الفرص المتاحة لهم بالتجوال بين المرافق والشوارع العامة في جمع علب المشروبات الغازية الفارغة، وقطع الحديد وغيرها من المخلفات القابلة للبيع للاستفادة منها في إعادة التدوير. وينتقل العمال بين الأحياء السكينة والشوارع العامة أثناء ساعات دوامهم الرسمي باستخدام سيارات عائدة إلى مقاولي النظافة لأداء أعمالهم، ويعملون على تنبيش الحاويات، وجمع المخلفات المفيدة لقابليتها للبيع والتدوير في أكياس كبيرة، ونقلها إلى السيارات، فيما يزاول بعض منهم هذا العمل خارج وقت الدوام. وفيما يعتقد كثيرون أن علب المشروبات الغازية الفارغة غير ذات فائدة بعد استخدامها، إلا أن عمال النظافة يؤكدون عكس ذلك، إذ يجنون من بيعها مبالغ مالية قد تصل إلى أضعاف المرتبات التي يتقاضونها من عملهم في شركات النظافة. (بلال) هو عامل نظافة في الأربعين من عمره، وينتمي لإحدى الجنسيات الآسيوية، ويعمل في جمع العلب الفارغة وبيعها، يقول عن عمله: «مرتبي الذي أتقاضاه من شركة النظافة 400 ريال فقط، ولا يكفي لأن انفق على أهلي وأطفالي وزوجتي، واخترت أن أعمل في جمع العلب الفارغة وبيعها لأنها تدر علي دخلا إضافيا، إذ أبيع الكيلو بأربعة ريالات»، مضيفا: «أجني في كل شهر دخلا يتراوح بين 700 و800 ريال». وحول عدم مزاولته العمل في بيع الشاي والقهوة في الاستراحات خارج وقت الدوام، أكد أن الراتب الذي يمكن أن يجنيه من مزاولته هذا العمل لا يزيد غالبا عن 300 ريال، وقال: «أفضل التجول والبحث عن العلب الفارغة والحديد على رغم شدة الحر والتعب الشديد»، مشيرا إلى أنه يزاول هذا النشاط منذ ثلاث سنوات.