ثمة خلل حاد في قواعد التربية والسلوك، يؤكده بلوغ عمليات الابتزاز رقما كبيرا تجاوزت فيه الثمانية عشر ألف حالة خلال عام واحد في مختلف مناطق المملكة، وهذا الخلل لا يمكن معالجته بمعاقبة المقدمين على الابتزاز مهما كانت العقوبة حازمة ورادعة، مما يفرض أن على المختصين من علماء الاجتماع وعلماء النفس على نحو خاص وغيرهم من العلماء المختصين بدراسة الجريمة ورصد تحولات المجتمع، دراسة هذه الظاهرة وربطها بالمتغيرات التي طرأت على مجتمعنا في السنوات الأخيرة، والعمل الدؤوب على وضع الحلول اللازمة والكفيلة بمحاصرة هذه الظاهرة تمهيدا للقضاء عليها. خطورة الابتزاز في مجتمع مسلم ومحافظ خطورة مضاعفة، فهو من ناحية يشكل خروجا عن آداب الخلق والدين، كما يشكل تجردا من قيم الإنسانية وانتهازا لثقة وضعت في غير محلها، كما أن وقوع عمليات الابتزاز هذه في مجتمع محافظ من شأنه أن ينذر بسلسلة من التوابع التي تمتد مخاطرها لتنال من تماسك المجتمع وسلامة أفراده واستقراره. لهذا كله ينبغي الإسراع في دراسة هذه الظاهرة من مختلف النواحي، وكذلك تكييف العقوبات التي ينبغي تطبيقها لكي تحقق المرجو منها من حيث أنها عقوبات رادعة وكفيلة باجتثاث هذه الجريمة وحماية مجتمعنا منها. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة