مازالت بصمات الرئيس العراقي الراحل صدام حسين تستحوذ على المشهد العراقي، وبعد أن حولت القوات الأمريكية القصر الجمهوري في بغداد إلى ثكنة عسكرية في أعقاب الغزو. يستعين العراق اليوم بهذه القصور في الوقت الذي تستعد فيه العراق إلى استضافة القمة العربية المقبلة المقرر عقدها في بغداد. بني القصر عام 1951 خلال العهد الملكي في العراق ويضم أكثر من 400 غرفة ويشغل مساحة تبلغ 52 ألف متر مربع من الأرض على ضفة نهر دجلة داخل المنطقة الخضراء الشديدة التحصين والتي تضم مباني الحكومة والسفارات الأجنبية في العاصمة العراقية. بدأت عمليات التجديد والترميم للقصر في أغسطس (آب) الماضي لإعادته إلى سابق فخامته بزيناته ولوحاته الفنية وأثاثه وحوض السباحة الضخم الذي يضمه وزرع في حديقته عدد من أشجار النخيل. تولت شركة جوركم التركية عملية ترميم وتجديد وإعادة تأثيث القصر بكلفة بلغت 40 مليون دولار. أما قاعة المؤتمرات الكبرى داخل القصر تضم 18 عمودا بعدد المحافظات العراقية ووضع فيها شعار مكون من أعلام كل الدول العربية. وقال السفير زيد عز الدين رئيس الدائرة الهندسية في وزارة الخارجية العراقية استغرق العمل ستة أشهر حتى أعدناها إلى هذه الوضعية. كانت القاعة متضررة بنسبة 70 إلى 80 في المائة. وينظر إلى القمة على أنها خطوة بالغة الأهمية في إعادة اندماج العراق مع الدول العربية بعد ثماني سنوات من الغزو. وكان من المقرر أن تعقد القمة يوم 29 مارس (آذار) لكن العراق وافق على تأجيلها بناء على طلب وزراء الخارجية العرب. وحدد موعد جديد لعقد القمة يومي 11 و12 مايو أيار المقبل. وذكر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري للصحافيين أن الاضطرابات التي يشهدها العديد من الدول العربية حاليا ستحتل رأس قائمة الموضوعات التي ستناقشها القمة. وقال: هذه القمة مهمة ليس للعراق ولكن للدول العربية أيضا في هذه الظروف وهذه الأزمات والتحولات وتغيير الأنظمة وتوق الشعوب إلى الحرية والعدالة والديمقراطية.. نعتقد أنها ستكون رسالة مهمة ومناسبة مهمة لبحث المشاكل والهموم المشتركة. وأكد الوزير قدرة قوات الأمن العراقية على تأمين القمة، لكنه أقر باحتمال أن يسعى تنظيم القاعدة وجماعات متشددة أخرى إلى استهداف القصر ومواقع أخرى داخل المنطقة الخضراء. وقال نواجه تحديات في مجال الأمن لكننا واثقون أن خططنا وأجهزتنا الأمنية تستطيع توفير أقصى قدر من الأمن للقمة. وذكر روبرت سكوت من شركة هارلو انترناشونال المقاول الرئيسي لعملية ترميم وتجديد فندق الرشيد في بغداد، أن المشروع حقق تقدما كبيرا.