لم يفعل الحكم سعد الكثيري مع النصر أكثر مما فعله كثير من أسلافه الحكام الذين أجحفوا بحق هذا الفريق على مدى سنوات طويلة، ففي كل موسم ثمة من يأخذ على عاتقه مهمة ظلم النصر ومصادرة عرق أبنائه وتضحياتهم، وذاكرة النصراويين تحفظ أسماءهم واحدا واحدا، حتى بتنا نشك أحيانا بأنهم يتنافسون على من يكون أكثر ظلما وإيذاء لهذا الكيان. قصة النصر مع التحكيم طويلة وقاسية ومؤلمة، وكأنما نحن أمام مسلسل مكسيكي لا تنتهي فصوله، فكلما اقترب الجمهور النصراوي من نسيان فصل تقدم حكم جديد ليذكرهم أن المسلسل لم ينته بعد. لاحظوا إننا لا نتحدث هنا عن أخطاء تقديرية، وإنما نتحدث عن أخطاء نوعية وصارخة حرمت النصر من الكثير من النقاط التي يستحقها بجدارة، وحالت دون فوزه بعدد من البطولات. وما فعله الكثيري قبل أيام هو أنه وضع اسمه ضمن قائمة سوداء طويلة لا تزال صفاراتها تدوي في آذان النصراويين، أجل لا تزال تدوي لتذكرهم بأن ناديهم أكبر ضحايا التحكيم في الدوري السعودي، فما بال البعض يستكثرون على جمهور هذا الكيان الشكوى، وما بالهم يستنكرون على الضحية عندما تئن من الألم والوجع وهي تذبح من الوريد للوريد؟ صليب (رادوي) لم يجد عضو مجلس إدارة نادي الهلال عبد الكريم الجاسر في تصريحه ل «عكاظ» أمس ما يدافع به عن المحترف الروماني (رادوي) على خلفية قضية تقبيله للصليب المرشوق على ذراعه في إحدى المباريات، وموقف هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من هذه القضية سوى القول إن الإسلام متسامح ويبيح بالزواج من المرأة النصرانية، ولا أدري ما علاقة إباحة الإسلام الزواج بالنصرانية وتقبيل (رادوي) للصليب في مباراة كرة قدم أمام الآلاف من المشجعين السعوديين، ألا يعلم الجاسر أن الفيفا يحظر بشدة إظهار واستخدام الرموز والشعارات الدينية في الملاعب، إلا إذا كان الجاسر لا يرى أن الصليب رمز ديني، ولا يرى أن عملية تقبيله أمام الجمهور تحمل رسالة دينية. وأنا هنا لن أطالب عضو مجلس إدارة نادي الهلال أن يحترم الأنظمة والتعليمات المطبقة في بلادنا فقد اتضح من تصريحه أمس أنه يريد أنظمة مفصلة على قياس ناديه، وإنما أدعوه أن يحترم تعليمات الفيفا على الأقل. كما أنصحه أن لا يخوض بغير فنه حتى لا يأتي بالعجائب كما فعل أمس. • إن كان صحيحا ما نشر عن رفض سامي الجابر القبول بالعمل مديرا لمنتخبنا الوطني الأول، بسبب أنه لا يريد أن يعمل تحت إدارة النصراوي عامر السلهام، فهذا الموقف يكشف في أحد جوانبه عقدة الاستعلاء، وتضخم الأنا، والإحساس المفرط بالفوقية، التي تطبع الكثير من تصرفاته. • بوصلة: فاته قطار العلم، وفاته قطار الوعي، وفاتته قطارات كثيرة، حتى (فاض) قلبه سوادا، فقعد في الظلام الدامس يكتب عبارات دامسة الظلام، وهنا اسأله هل سمع بيت الشاعر الراحل خلف الأذن: فنجال طين ولانت فنجال صيني تبرك مباريك الجمل وأنت ناقة [email protected]