يحترم الناس عادة تجاوب المسؤول، الذي يضع حدا لمعاناتهم، يرتكز عليه، ويرتبط به معهم ارتباط أصالة، ولا شيء يسعد الكاتب، قدر سعادته بتجاوب مسؤول مع مطالب الناس، وهو إن كان واجبا يشكر عليه، إلا أن بعضا من المسؤولين، لم يعبؤوا بمعاناة المواطنين، وتسببوا في الإضرار بالعباد والبلاد، وهؤلاء لا بد أن تقف منهم هيئة مكافحة الفساد، التي أطلقها «عبد الله بن عبد العزيز» موقفا حازما، كي لا يستشري الإهمال، وعدم المبالاة، وما يترتب على ذلك من أخطار، إذا لم يجد الناس من يتعامل مع قضاياهم ومطالبهم بجدية، ويعزل نفسه عنهم، ويضع في إحدى أذنيه «طينة» وفي الأخرى «عجينة». الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز (وزير الشؤون البلدية والقروية) ينضم إلى قائمة مسؤولين، سجلوا حضورا واعيا، وجسدوا الشعور بالمسؤولية، وطرحوا شعار: الرجوع إلى الأصل (التجاوب) من أجل استدامة علاقات ممتازة، بين المؤسسة المعنية بخدمة الناس، والناس الذين يستفيدون منها، وترتكز عليهم أي مؤسسة حكومية في تحقيق أي نقلة نوعية معهم، وبناء علاقة عضوية بينهم تعزز الحاضر، وتبني المستقبل، دون استعلاء، فما وضِع أي مسؤول في موقعه الوظيفي، إلا ليؤدي الأمانة، هو ومن معه، وإلا انفرط العقد بينه وبين الناس، ولا تسل بعد ذلك ما ذا يحدث. كتبت في هذه الصحيفة (5/4/1432ه، ص 17) مقالا عنوانه «أنقذهن يا أمير منصور» عن معاناة طالبات مدرسة ابتدائية في محافظة بيشة، من عدم زفتة مواقف المجمع، الذي تقع ضمنه مدرستهم، مما سبب إثارة الأتربة والغبار في الموقف، أثناء تحرك السيارات، وتعرضهن لحساسية الصدر، والربو، وضيق التنفس. وتساءلت: لماذا لم تتحرك بلدية بيشة ؟ هل لأنه ليس عندها ميزانية كافية؟ أم تفضل بقاء الوضع على ما هو عليه، فتكون النتيجة، أسوأ من: حساسية في الصدر، وربو، وضيق تنفس ؟ وبعد أيام قلائل تلقيت رسالة من: المدير العام للعلاقات العامة والإعلام في وزارة الشؤون البلدية والقروية (حمد بن سعد العمر) قال فيها: «أشكركم على اهتمامكم بنقل مطالب المستفيدين من الخدمات البلدية، وملحوظاتهم، كما يسرني إحاطتكم بأن سمو الوزير اطلع على مقالكم، وأصدر توجيهاته للجهات المختصة، بسرعة سفلتة (زفتة) الموقع، وإنهاء معاناة الطالبات بشكل عاجل، ومرسل إلى بريدكم الإلكتروني صورة للموقع، بعد أن تمت سفلتته» ورحب الرجل «بالنقد الهادف البناء». الوزير «منصور» أدى واجبه، وأنقذ الطالبات من أذى طالهن، واحتوى مشكلتهن، وأسرع في حلها، ثم زود الكاتب بصورة للموقع بعد أن تمت زفتته، فليت «منصور» قدوة لمسؤولين آخرين، عزلوا أنفسهم عن تفهم معاناة المواطنين، واستخفوا بهم، وأخشى ما أخشاه أن تتفكك بنية العلاقات التي تشكل وحدة عضوية متكاملة، فتنغلق الأبواب، أمام فكر إداري جديد فلسفة وعلوما. أختم المقال بتذكير المسؤولين كافة، بالأمر الملكي ذي الرقم (10245/10) والتاريخ 17 شعبان عام 1427ه الذي نص على «إلزام المؤسسات الحكومية، بالرد على ما ينشر في وسائل الإعلام» لعل الذكرى تنفع المؤمنين. BADR8440&YAHOO.COM فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة