لاخلاف حول جدوى المهرجانات السياحية وإقامتها طوال العام باعتبارها عامل تنشيط كبيرا للاقتصاد المحلي في المدن الحاضنة لها، إذ تنتعش الحركة التجارية ويزداد التسوق وتكتظ الفنادق والشقق المفروشة بالنزلاء والزوار، وهو الأمر الذي جعل من إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني موسما للمهرجانات والاحتفالات والكرنفالات الفلكلورية والشعبية، وتقدر المصادر عدد هذه الفعاليات بنحو 21 مهرجانا وفعالية سياحية في مختلف مناطق المملكة، إذ تمتاز بتنوع فعالياتها بين ثقافية واجتماعية وتراثية ورياضية وترفيهية وأنشطة تناسب كافة شرائح المجتمع. المتفق عليه أن تلك الفعاليات والمهرجانات تؤدي دورا مهما في تكوين وخلق الوجهات السياحية من خلال قدراتها على زيادة الطلب والجذب على الوجهات والمنشآت السياحية والمقومات المتوافرة بالإضافة إلى إبراز عوامل الجذب السياحية وتعريف المواطنين والزوار والسياح على ثروات الوطن الطبيعية والحضارية والتراثية والثقافية وغيرها بالإضافة إلى ربط الشباب بتراثهم الوطني، لاسيما وأن عددا من الفعاليات تقام في مواقع تراثية، إلى جانب مساهمة الفعاليات في التنمية الاجتماعية والحراك الاقتصادي والتسوق في تلك المناطق. عدد من الخبراء أفادوا أن المهرجانات التي تشهدها مناطق المملكة المختلفة قبل نهاية العام هي بداية حقيقية لمهرجانات الصيف التي يتوقع لها أن تكون حافلة، خصوصا أن السياحة الداخلية ستتغلب على السياحة الخارجية لعدة أسباب، أولها وقوع شهر رمضان في منتصف الإجازة وقصر مدة العطلة بعد الشهر الكريم وارتفاع تكلفة السفر للخارج نظرا لتوجيه معظم شركات الطيران رحلاتها لموسم العمرة. وفي هذا الشأن، حدد مدير قطاع السياحة في غرفة جدة، محمد عبد الرحيم الصفح، نقاط الضعف التي يجب على الجهات المعنية معالجتها ونقاط القوة لتعزيز السياحة الداخلية والاستفادة منها لجذب المستثمرين وتعزيز العوائد في المجال السياحي، مشيرا إلى أنه من أبرز نقاط الضعف صعوبة الحصول على الموافقات والتصاريح لتحقيق الربحية للمستثمرين، كذلك عدم وجود نظام آلي للحصول على موجبات العمل السياحي، وعدم وجود قنوات اتصال سهلة مع الجهات الحكومية ذات العلاقة، إلى جانب ضعف علاقة إدارات التسويق في الجهات المعنية بالشأن السياحي والعجز في توجيه الأنظار للسياحة الداخلية ووضعها على خريطة المنافسة، وكذلك ضعف النقل العام سواء حجوزات الطيران وسوء الخدمات المقدمة على الطرق أو شركات النقل بواسطة الحافلات. آليات حاسمة للأسعار يحث الصفح الجهات المختصة إلى تعزيز وتأهيل الكوادر الوظيفية المتخصصة في المجالات السياحية وصنع برنامج تعريفي للأعمال في القطاعات السياحية مع ضرورة تشكيل لجنة عمل استراتيجية مشتركة تتولى التنسيق بين مختلف الجهات الحكومية والعمل الموحد لتلافي الازدواجية والتقييم المستمر لمد التواصل بين اللجان الفرعية المختلفة التابعة للجهات الحكومية والخاصة. وعن نقاط القوة التي يمكن الاستفادة منها داخل المملكة، يشير الصفح إلى أن هناك عددا من المزايا النسبية التي يمكن الاستفادة منها التجاوب والحماس من الجهات الربحية كالفنادق والمستشفيات في طرح الأفكار، وكذلك وجود المواقع العامة والسياحية لعمل حفلات الشواطئ والساحات العامة والمتنزهات، وجود قاعدة بيانات يمكن من خلالها إعداد الخرائط ووفرة المعلومات لإعداد الأدلة السياحية، كذلك تشكيل لجان تساند القطاع السياحي. يضيف الصفح أن من أكثر العوامل التي تهدد السياحة المحلية عدم وجود آلية لضبط تسعيرة الفنادق والشقق المفروشة، وكذلك عدم وجود شبكة نقل عامة تساعد في الارتياد السياحي ولا تخفى تأثير النظرة غير الإيجابية للسياحة الداخلية على الوضع السياحي. الأدلة الإلكترونية غائبة وأشار مدير قطاع السياحة في الغرفة التجارية في جدة إلى الدور الكبير الذي تلعبه الأدلة الإلكترونية لمساعدة المستثمر إلا أن هذة الأدلة غير متوافرة في الوقت الراهن، وعن الفرص التي يمكن أن تشجع الاستثمار في السياحة الداخلية وتنميتها يشرح الصفح، أن البرامج والفرص كثيرة وتبحث عن مستثمرين، مضيفا أن العائد على رأس المال الذي يمكن أن يحققه الاستثمار في القطاع السياحي قد يصل في بعض المواسم إلى 30 في المائة، وهو الأمر الذي يمكن المستثمر استعادة رأس ماله خلال أربع سنوات على أبعد تقدير، ولعل من أبرز الفرص المتاحة وجود مطاعم ومقاه وإمكانية استغلالها، إلى جانب التعاون مع الأمانة لتقديم إمكانياتها لخدمة منظمي المهرجانات إضافة إلى إمكانية الاستثمار في النقل العام، والاستثمار في توفير الفنادق ودور الإيواء السياحي. فيض من المهرجانات مدير إدارة البرامج والفعاليات السياحية في غرفة جدة محمد سيف منصور، يرى أن العدد الكبير للمهرجانات خلال إجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني عززت شكل الرؤية لدى المخططين لمهرجانات الصيف، وتساعدهم في استدراك عدد من الأخطاء التي يمكن تلافيها، ولعل من أبرز المهرجانات التي تشهدها مناطق المملكة المختلفة مهرجان ربيع ينبع في منطقة المدينة، مهرجان الروبيان 2011 في منطقة عسير، مهرجان منتصف العام الثاني في منطقة جازان، مهرجان أملج أجمل في منطقة تبوك، مهرجان الورد الطائفي في منطقة مكةالمكرمة، مهرجان تراث المجمعة في منطقة الرياض، مهرجان هجر (الأحساء) في المنطقة الشرقية ومهرجان ربيع نجران في منطقة نجران، كما تشهد منطقة حائل ثلاث فعاليات تتمثل في مهرجان الصحراء في الشنان، مهرجان الصحراء في الشملي ومهرجان الصحراء في الحائط، ويقام مهرجان ربيع الجوف في منطقة الجوف، كما تشهد المنطقة الشرقية مهرجاني ربيع الزهور الثاني في الدمام الذي تنظمه أمانة المنطقة الشرقية، وبطولة الشرقية للرياضات البحرية الذي تنظمه الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالتعاون مع اتحاد الرياضات البحرية، وتشهد القصيم مهرجانين، مهرجان المسوكف الشعبي بتنظيم من لجنة التنمية السياحية في محافظة عنيزة، ومهرجان قوت للتمور في مدينة بريدة بتنظيم أمانة منطقة القصيم، وفي الرياض مهرجان ربيع الرياض بتنظيم من أمانة المنطقة، مهرجان الأسرة والطفل والمأكولات الشعبية (الطائف)، وملتقى ومعرض تراثيات مكةالمكرمة ومهرجان طيبة الشبابي في منطقة المدينةالمنورة ومهرجان التسوق والترفيه في بلجرشي. 70 ألف ليلة في جدة وعن الاستعدادات لمهرجان «جدة غير»، يقول السيف إن الاستعدادت في مراحلها النهائية، وهي الفعالية التي كان له قصب السبق وشكلت علامة بارزة في مسيرة المهرجانات في المملكة رغم ما أحاط بها من ضعف شديد خلال السنوات الماضية، الأمر الذي دعا الغرفة التجارية الصناعية في جدة أن تعمل على إنهاء العقد مع الشركة المنظمة بشكل ودي وتتولى الغرفة تنظيم المهرجان من خلال قطاع السياحة مع عدد من اللجان المنضوية تحت مظلتها، وفي مقدمتها اللجنة السياحية ولجنة الفعاليات والمناسبات. رئيس مجلس الغرف السعودية رئيس غرفة جدة صالح عبد الله كامل وعد من خلال «عكاظ» أن يكون مهرجان «جدة غير» مختلفا في هذا العام، إذ أنه سيمتد ل «70» ليلة حافلة بمختلف الفعاليات الثقافية والفنية والمهرجانات والاحتفالات التي تبدأ من بداية شهر شعبان وتنتهي بنهاية الإجازة. وأضاف أن الغرفة رصدت عشرة ملايين ريال لتغطية تكاليف افتتاح المهرجان ودعم بعض الفعاليات.