في أقل من ساعتين من سقوط رجل مطعون بعشر طعنات في الظهر والقلب، نجحت شرطة جدة في التوصل إلى القاتل الذي اختار مخبأه في ذات الضاحية بعد الإجهاز على خصمه الذي يمت له بصلة قرابة. الواقعة الأليمة حدثت البارحة الأولى، وبدأت فصولها ببلاغ عاجل ورد من شاب إلى سلطات الأمن عن رؤيته لجثة وسط بركة من الدماء في شارع فرعي في بحرة وعلى الجسد عدد كبير من الطعنات فتحركت الأجهزة سريعا إلى الموقع وفرضت طوقا على مسرح الحدث بقصد الحفاظ على آثار الجريمة ودلائلها. باشرت دوريات الأمن وفريق من أمن بحرة الموقع قبل أن تستدعي خبراء الأدلة الجنائية ورجال البصمات مع الحرص على إبعاد الفضوليين من المكان. وتحول مسرح الحدث إلى خلية نحل في الوقت الذي انتشر فيه المخبرون والمصادر في كل المواقع للبحث عن هوية القتيل ومعرفة مكان سكنه، وكشفت التحريات الأولية أن الراحل في العقد الخامس من العمر، وفي أقل من ساعة حصلت الدوريات الأمنية على معلومات عن هوية القتيل. وحرص المحققون على تقصي معلومات عن الرجل ومحيط علاقاته، لاسيما أن الطعنات الكثيفة على جسده أظهرت وجود دوافع انتقام أو ثأر ليصدر مدير شرطة جدة اللواء علي الغامدي ومساعده للأمن الجنائي تعليمات إلى فرق البحث بسرعة التوصل إلى الجاني وإخراجه من مخبئه وتقديمه إلى يد العدالة. بعد ساعتين فقط من الجريمة نجح رجال الأمن في فك شفرة الجريمة والتوصل إلى القاتل. وكان الطبيب الشرعي استبق الإجراءات الميدانية بإجراء فحص دقيق على الجثة فيما رفع المحققون بعض متعلقات القتيل من جيبه لإخضاعها للتحليل والفحص وهو الأمر الذي قاد في النهاية إلى كشف المتهم. وأبلغ المتحدث في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد، أن السلطات الأمنية أوقفت المتهم الذي أنكر في بادئ الأمر علاقته بالجريمة لكن جرحا في يده من أثر العراك مع خصمه الراحل دفعه للاعتراف، حيث فشل في تقديم مبرر موضوعي للجرح، كما كشفت التحريات أن خلافا بين الاثنين انتهى بالطعنات العشر القاتلة.