هزت عشرون طعنة سكين، بعضها قاتلة، هدوء ليل حي المروة البارحة الأولى عندما أجهز شاب يمني في مقتبل العمرعلى شابة من ذات الجنسية بأكثر من 12 طعنة وأصاب شقيقتها بثماني طعنات، استلزمت نقلها على عجل للعلاج في قسم العناية القصوى في مستشفى قريب. قبل العشاء بقليل فوجئ سكان بناية في الحي الشهير بفتاة في مقتبل العمر تصارع الموت وعلى جسدها، الملقى في محيط المبنى، آثار طعنات نافذة والدماء تسيل منها بغزارة، وسارع السكان إلى إبلاغ سلطات الأمن بالمشهد المأساوي. في الحال وصلت إلى مسرح الحادث فرق من الأمن ورجال الأدلة الجنائية وخبراء البصمات وضباط في مكافحة جرائم الاعتداء على النفس، في الوقت الذي طوقت دوريات أمنية مسرح الجريمة وأعدت حواجز من الشريط الأمني الأصفر لمنع دخول الفضوليين، وتولى محققون من شرطة الصفا دراسة مسرح الحادث في نطاق مائتي متر، وأصدر مدير شرطة جدة اللواء علي السعدي تعليماته بضرورة كشف ملابسات الحادث والإيقاع بالجاني في أقرب وقت. في الحال تواجد ميدانيا قرب بناية الجريمة، مساعد مدير الشرطة للأمن الجنائي، ومدير التحقيقات الجنائية الذي أشرف ميدانيا على جمع الدلائل وعلى عمليات تقصي الأسباب. وفتح ضابط التحقيق في قسم شرطة الصفا ملف تحر عاجل في الميدان، في الوقت الذي تفرغ المحققون إلى استجواب سكان المبنى والاستماع إلى شهادة الشهود ومن كانوا قريبين من المسرح لحظة العثور على الفتاة القتيلة. كشفت إفادات مبدئية حصل عليها رئيس وحدة مكافحة جرائم الاعتداء على النفس عن تحديد هوية الجاني الهارب، وجاءت فحوصات وتحريات خبراء البصمات والأدلة الجنائية لتعزيز تأكيد توجيه الاتهام إلى المشتبه الهارب بعد إخضاع نقاط الدم على جسد القتيلة إلى الدراسة والتمحيص الميداني. أجرى الطبيب الشرعي فحصا شاملا على جسد المغدورة الشابة وأحصى فيها أكثر من 12 طعنة أغلبها كانت في مقتل، وتأكدت لجهات الاختصاص أن كل الجروح حدثت من سكين المتهم الهارب. تواصلت عمليات البحث والتمشيط وجمع المعلومات قرابة ثلاث ساعات لينجح رجال الأمن في إسقاط المتهم الذي كان اختار مخبأه في إحدى الشقق السكنية في حي الروضة، وذكرت معلومات حصلت عليها «عكاظ» أن سلطات الأمن لاحقت المتهم في ثلاثة أحياء، الفيصلية والمروة والروضة، ومازالت السلطات تواصل التحري لمعرفة دوافع جريمة القاتل الشاب.