«60 عملا دراميا لن ينفذ منها سوى 15.. ثورة 25 يناير تقلص المسلسلات المصرية في رمضان إلى75 %».. تعليقي صدر عفويا بعد قراءة هذا الخبر العكاظي المنشور أخيرا ويتعلق في دراما رمضان هذا العام (أحسن.. فكونا من الهراء الدرامي). في الوقت الذي يلحظ فيه انعكاس الأوضاع خاصة في مصر وسوريا على الواقع الدرامي إنتاجا وتوزيعا كونهما يمثلان الثقل الدرامي على الصعيد العربي، من المؤكد أن الإرعاف الدرامي والإنتاج للتسطيح ولمجرد امتلاء فراغ الشاشة على حساب تشكيل الوعي والوجدان بات أمرا مقاوما ومرفوضا، وتتم مقاطعته خاصة من فئة الشباب، القطاع الأكبر في مجتمعاتنا. ما وصلت إليه الدراما في شكل عام، يقدم العنف والفساد الاجتماعي بأسلوب بعيد عن روح الإبداع والقدرة على التخفيف من حدة التكرار الممل للشخوص والخطوط الدرامية المتناولة.. وطرح الطبقات الغنية على أنها فاسدة، حياتها قائمة على المعيشة في القصور والسيارات الفارهة والبذخ والتعددية في الزواج السري والحب السري، والفاسد المتنفذ شخص يسرح ويمرح ويروج المخدرات ويقتل ويبطش، ويموت أو يسقط فجأة في قبضة الشرطة، بدون احترام لعقولنا وبلا حبكة تمنح التجلي لأفكار قابلة للمحاكاة. في شكل عام الشخصيات الدرامية المطروحة أمامنا ومنذ أعوام تلوكها الدراما، منفصلة عن الواقع، سطحية في التفكير، مع تفريغ القيم من محتواها، وتقديم المستقيمين مضطهدين ومهزومين ومسحوقين وانتصاراتهم هشة ومفتعلة، وخلق نهايات غير واقعية لتجاربهم في مواجهة الفساد والقهر الاجتماعي. إذا ما التفتنا إلى دراما الخليج لن نجد تميزا نضعه في كفة مع تميز إنتاج خليجي بسيط ومتواضع تم إنتاجه منذ عقد من الزمان.. مثلا..! وهنا سؤال لماذا أصبح الكم المهول في مقابل الكيف، خسرنا الجودة، واحترام المتلقي المتجه وبقوة إلى الشبكة العنكبوتية وإلى الإعلام غير العربي على هبوطه وسذاجة الكثير مما يطرح فيه.. وبعده عن تقاليدنا. بيننا أجيال لا تؤمن بالفن العربي، ولا تتابع النجوم العرب وليست معنية بالسينما والدراما والمسرح بسبب تفريغ المعروض من محتواه المحاكي بصورة أساسية للناس وهموم المجتمع وطبقاته وشرائحه، وطرح نماذج لأعمال درامية.. تخلف سؤالا دائما: هل من يكتبون النص الدرامي ويجسدونه ومن ينتجونه ويسوقونه يعيشون بيننا فعلا..؟!، هل يعون أن ما يقدمونه من موضوعات يؤكد على الفصام الواضح بينهم وبين مجتمعاتنا، وهل يدركون أنهم مساهمون أساسيون في تسطيح الفكر وتسخيف القيم الاجتماعية السامية، وتمرير فكرة مواجهة الحياة بالطرق السهلة والأساليب الملتوية غير المشروعة. نتطلع إلى دراما تقدم توهجا ووجوها مبدعة وأطروحات فكرية خلاقة مع تساوي فرص العرض الرمضانية بغيرها طوال العام لإحداث التوازن المطلوب. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة