أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، أن زيارة وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعه إلى بريطانيا أبرزت اهتمام المملكة في الرقي بالبحث العلمي والطبي، وأن البحوث في المجالات العلمية والطبية، والشراكة مع الجانب البريطاني في هذا الشأن، شكلت محورا أساسيا في جميع اللقاءات التي أجراها في مدينتي لندن وليفربول. وأوضح الأمير محمد بن نواف، أن الجانب البريطاني أبدى اعجابه بالرؤية الاستشرافية لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في أهمية البحوث لمستقبل أكثر ازدهارا وتطورا في المملكة، وإعطاء هذا الجانب عناية بارزة من خلال شراكات علمية وطبية متميزة في تخصصات دقيقة، من شأنها أن تنعكس بالإيجاب ليس على المملكة فحسب، وإنما على مستوى المنطقة. من جهته، أكد وزير الصحة البريطاني سيمون بيرنز، أن الصحة قضية عالمية تتجاوز الحدود، معربا عن فخره بتوقيع مذكرة التفاهم بين المملكتين؛ لتبادل الخبرات ونقل أفضل الممارسات في مجال الرعاية الصحية، مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية تعكف حاليا على تحديث نظام الرعاية الصحية لديها، وأضاف «نحن نشترك في رؤية نظام حديث للرعاية الصحية، يواصل تحسين نوعية العناية بالمرضى». وقال بيرنز «سيضمن هذا الاتفاق أن تاريخ التعاون والتفاهم مع المملكة العربية السعودية، سيمتد الآن ليشمل الرعاية الصحية ومصلحة المرضى في بلدينا». من جهة أخرى، وقع وزير الصحة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة، مذكرة تفاهم ثنائية بين المملكة وبريطانيا في مجال الرعاية الصحية، تتضمن إنشاء مركز بحوث مشتركة مع مدرسة ليفربول البريطانية للطب المداري، والاتحاد الدولي للمكافحة المبتكرة لناقلات الأمراض في بريطانيا، مقره محافظة جازان، بهدف تطوير العلوم الطبية عالميا، وإحداث نقلة نوعية في الصحة الدولية، وطفرة في القدرة على مكافحة الأمراض المعدية الرئيسة، مثل الملاريا وحمى الضنك. وأكد الدكتور الربيعة في ختام زيارته لبريطانيا أمس، على خطط حكومة المملكة في إحداث نقلة نوعية لقطاع الصحة من جميع الجوانب بما فيها الصحة الإلكترونية، وطب العائلة، مشددا على الرؤية الطموحة في المملكة، في أن المستقبل هو للبحث العلمي الذي يشكل أداة للتطور والتقدم في جميع المجالات. والتقى وزير الصحة خلال جولة أجراها مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة، لعدد من المراكز البحثية العلمية والطبية في مدينة ليفربول البريطانية أمس الأول، الرئيسة التنفيذية للاتحاد الدولي للمكافحة المبتكرة لناقلات الأمراض مديرة مدرسة ليفربول للطب المداري الدكتورة جانيت همنغواي، وعددا من كبار العلماء والمسؤولين التنفيذيين في المدرسة، فيما أجريا زيارة لأبرز الأقسام والمعامل فيها. وشملت الجولة التي استمرت عدة أيام، زيارة مستشفى ليفربول الجامعي الملكي، ولقاء مجلس إدارة المستشفى وكبار الأطباء والعلماء، إضافة إلى زيارة قسم أمراض البنكرياس، فيما جرى خلال اللقاء مناقشة الطرق العلمية ونوعية الأوراق البحثية الخاصة بالتعامل مع الأمراض والأوبئة، والطرق المثلى في الاستفادة من العناصر البشرية، وأهمية تشجيع طلبة الدكتوراة في مدرسة ليفربول، إضافة إلى تناول أنظمة الرعاية الصحية، ووسائل تشجيع الأفراد على التشخيص المبكر وطلب العلاج، والمشاركة الفاعلة بين المعامل والعيادات وعلم الاجتماع في نشر الثقافة والوعي الصحي. وأبدى الجانب البريطاني إعجابه بالمستوى المتقدم الذي وصلت إليه الخدمات الصحية في المملكة، والجهود المبذولة للارتقاء بنوعية البحث العلمي، مشيدين بالرؤية الواضحة للمسؤولين في المملكة عن المستقبل الصحي والبحث العلمي.