يحتل هذا الكتاب الترتيب الثالث بعد كتابين، أحدهما صدر عام 2001 بعنوان الكتاب الكبير للإهانات، وأما هذا الكتاب فيكاد منذ تأليفه بقلم نانسي مكفيه أن يصبح فصلا في تاريخ العلاقات الأوروبية المشحونة استياء وغيضا بغض النظر عما يأتي بعد، إذ وصفه الناشر منذ إصداره أنه برغم تصويره لكثير من مظاهر الاشتباك اللفظي إلا أنه في الوقت نفسه يرتقي أوروبيا بالفكر الساخر لدى قادة ومفكرين وشعراء وصناع قرار أيضا. هذا الكتاب يقدم حزمة نخبوية من أرقى أنواع الشتائم والإهانات الساخرة، وهذه الإهانات من خلال استخدام النكتة ما كان لها أن تكون نخبوية لولا أن المؤرخين استخلصوها من أنياب التاريخ وأفواه القادة. تقول المؤلفة إن الكتاب هو عبارة عن إفراز لكثير من القفشات الممتعة اللذيذة التي بقيت طويلا محفوظة بطي الذاكرة التاريخية، فيما تظل مسألة تصنيفها وتحديد تواريخها الوثائقية وربطها بالحوادث الصحيحة عملا شاقا يتطلب الكثير من التنسيق وعناء التبويب. ينقسم كتاب The Bumper Book Of INSULTS إلى أربعة فصول أساسية تتعلق بالفساد الإداري وطريقة معالجته من خلال قفشات القادة بعبارات ساخرة، ويثير الفصل الثاني طرقا متعددة للتعامل الهزلي مع شخصيات كبيرة، وكيف تمكن خصوم تلك الشخصيات من التقليل من شأنها عبر سياقات هزلية ساخرة، كما يثير الكتاب من ناحية أخرى ماذا يقول الأوروبيون عن الإنجليز، وكيف تعامل الكتاب مع ناشرين رفضوا نشر أعمالهم الأدبية. هذا الكتاب يضم نخبة من مواقف الهزل لأشهر صناع الحضارة والفكر الغربي. فمن أشهر شخصيات الكتاب نابليون، نستون تشرشيل، تولستوي، جورج واشنطن، رونالد ريجان، الجنرال الأمريكي فيليب شريديان، الكاتب الثائر هنري ديفيد ثورو، واللورد بايرون وآخرون. هذا الكتاب يتيح للقارئ التعرف على نخبة من صناع الفكر الغربي خارج نطاق شخصياتهم الرسمية، وبالإضافة إلى ذلك فهو يقدم للقارئ شذرات من العداء التاريخي بين الإنجليز وخصومهم الأوروبيين، فأقدم عبارة تنقلها المؤلفة نانسي مكفيه عن الفرنسي ليو دي روزميتال منذ عام 1456 قوله عن الإنجليز بسخرية إنهم عبارة عن «مجموعة متآمرين لتدمير حياة كل من هو ليس إنجليزيا»، وبحسب اقتباس مكفيه يضيف روزميتال قائلا، «لا تثق بشيء إنجليزي ولو جاء راكعا على ركبتيه». وقديما ذات مرة كتب دنكان سباث في مذكراته عن الإنجليز أيام المستعمرات قائلا «أعرف لماذا لا تغرب الشمس عن بريطانيا، فلا أحد يثق بهم في الظلام». وفي عام 1783 كتب ستاندال عن الإنجليز أنهم برابرة العالم، فيما قال نابليون «الإنجليز ليس لديهم مشاعر البتة»، ووصف الإيطالي كراشيللو البخل الإنجليزي منذ عام 1641، إذ كتب ذات مرة يوجد في إنجلترا حوالى ستين طقسا مختلفا لممارسة الشعائر الدينية، ولكن لا يوجد لديهم غير صنف مرق واحد. ومن ناحية أخرى يطرح الكتاب الكثير من المتناقضات الكوميدية في الحياة الأمريكية فقد بلغ الغضب بالجنرال فيليب شريديان نتيجة «عدوى الأقليمية» في تكساس فقال في خطاب له عام 1870م «لو كنت أمتلك تكساس والجحيم فأنني سوف أستثمر الإيجار من تكساس لكي أسكن به في الجحيم». وبالطرف المقابل فهناك الكاتب الأمريكي الثائر ديفيد هنري ثورو، مؤلف «العصيان المدني». لقد ذهب إلى كندا لبعض الوقت، وعندما عاد منها سأله الناس أن يتحدث عن رحلته فقال: «لا أعرف شيئا، فعندما ذهبت إليها لم ألتقط سوى عدوى الزكام». لكن أحد الفرنسيين علق على كندا بقوله «رائعة، جميلة فهي تبدو مثل جوهرة الماس مزيفة». غير أن الأمريكيين أنفسهم لا يكفون عن تأليف النكات بينهم استخفافا بالألمان، فأحد المفكرين الأمريكيين كتب قائلا «الحياة أقصر من أن تكفي لتعلم اللغة الألمانية». وأما الحكمة الروسية فهي تروي الأعاجيب عن اليونانيين، إذ يعتقد الروس أن «اليونانيين يقولون الحقيقة فعلا، ولكنهم يقولون الحقيقة في السنة مرة واحدة»، هنا يأتي الألبان بقفشات أخرى عن الأغريق، إذ توصي الحكمة الألبانية على ضرورة تفقد الألباني أصابعه بعد مصافحة الأغريقي، وليس مهما أين ولا كيف يلتقيه. The Bumper Book Of INSULTS Nancy Mcphee Publisher: Chancellor Press