(هل تصدق؟!) استفهام تعجبي، كان وربما لا يزال يوضع عنوانا لباب في بعض المجلات أو الصحف يدرج تحته عدد من الغرائب التي تثير التعجب وقد تدفع إلى الإنكار وعدم التصديق. وهذا الباب غالبا يثير اهتمام المراهقين وصغار الناشئة لحداثة سنهم وقلة تجاربهم وصغر مخزون المعرفة لديهم، لذا أذكر أني وأنا في سن المدرسة كنت أتشوق إلى قراءته والتقاط ما فيه من الغرائب المثيرة. أما اليوم بعد أن كبرت، فإني لم أعد في شوق إلى متابعة مثل تلك الكتابات، لكن ذكرى ذلك الباب ما زالت تبزغ أمامي كلما طفا على السطح جدل عقيم حول قضية من قضايا المرأة الكثيرة في مجتمعنا، فبعض ذلك الجدل يبدو صالحا لأن يدرج ضمن ما كان يدرج في ذلك الباب من العجائب. بينما نحن اليوم، نرفع رؤوسنا زهوا واعتزازا بفوز نساء منا بجوائز عالمية على جهود بذلنها في مجالات مختلفة علمية وطبية وفكرية واجتماعية، أدت إلى أن يتردد اسم المملكة في المحافل الدولية مرفوعا بالتقدير والاحترام والإعجاب بما أنجبته من نماذج النساء الفاعلات القادرات على الإسهام بإيجابية في بناء حضارة العصر ودعم العلم الحديث، نجد أنفسنا في اليوم التالي نتصارع مع بعضنا ونتجادل بسطحية بالغة حول قضايا ساذجة تتعلق بالمرأة، قضايا ابتدعناها نحن وأشغلنا أنفسنا بها، فباتت سمة خاصة لمجتمعنا وعلامة فارقة تثير التعجب وتبعث على الاستغراب عند من ينظر إليها من خارج الحدود. فهل تصدق أن المرأة يسمح لها أن تتعامل مع الرجل متى كانت هي بائعة وهو مشتر!! وهل تصدق أن المرأة يسمح لها بركوب السيارة، لكن بشرط عدم قيادتها وعليها أن تبحث عمن يقوم بذلك بدلا عنها!! وهل تصدق أن المرأة قد تترأس عددا كبيرا من الرجال فتقودهم وتوجههم، لكنها لا يسمح لها أن تقود نفسها أو توجه سلوكها، وعليها أن تثبت دائما وجود من يقوم بذلك نيابة عنها!! وهل تصدق أن المرأة يسمح لها بارتياد الأسواق والمطاعم والمكتبات التجارية والمستشفيات ولا يسمح لها بارتياد الوزارات والمؤسسات العامة لمتابعة أشغالها، وعليها أن تبحث عن من يقوم بذلك نيابة عنها!! وهل تصدق أن المرأة يطلب منها الولاء للوطن والإخلاص له والحفاظ على مصالحه والاعتزاز بالانتماء إليه، لكنها لا يسمح لها أن تنقل تلك المشاعر لأولادها بأن تضمهم إلى جنسيتها متى كانوا من أب غير مواطن!! وأخيرا، هل تصدق أن المرأة مطلوب منها أن تسهم في ترشيد الاستهلاك في الطاقة والماء وأن تحافظ على البيئة وأن تراعي تأمين الظروف الصحية فيها، لكنها لا يسمح لها أن تقول نعم أو لا في انتخابات المجلس البلدي!! هناك غير هذه الكثير من الغرائب والعجائب، التي تتعلق بأحكام تختص بها المرأة ما أنزل الله بها من سلطان، لذلك هي تبدو من عجائب المجتمع وغرائبه، تلفت نظر الغريب وتدهشه، ويألفها المواطن والمقيم، فتغدو سلوكا معتادا لا غرابة فيها ولا إثارة!! فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة