اتفقتا أكاديميتان على أن نظرية المؤامرة وتكريس وجود مشاريع التغريب ضرب من الهوس الفارغ، مستغربتين من بروز أصوات تستخدم نظرية المؤامرة للوقوف ضد تنمية عمل المرأة. فقد استنكرت أستاذة تاريخ المرأة في جامعة الملك سعود الدكتورة هتون الفاسي بشدة تلك الأصوات واصفة إياها بأنها تصادم تقدم التنمية وتزرع الخوف والفزع من كل شيء، مشيرة إلى أننا بحاجة للإنتاج الحقيقي وعدم الالتفات لمثل هذه الأصوات. وتقول: كأنه لم يعد في العالم إلا نحن حتى يفكر الغرب في استهدافنا ويتربص بنا، ولنسأل أنفسنا ماذا لدينا حتى نخشى على أنفسنا، قد يكون هذا صحيحا لو كان الاستهداف على العكس وكان ضد الغرب فهم يخشون استهداف تقدمهم وتنميتهم. وأضافت: بتنا أسرى لخيالات توقفنا عن الإنتاج والتفكير وصرنا مهووسين وكأن العالم يلاحقنا، حتى صرنا تافهين كثيرا. ورأت الفاسي أن الحل يكمن في تجاوز هذه الأصوات وعدم الالتفات إليها حتى لايضيع الوقت في الرد عليها، وتكريس الجهود في دعم المرأة بشكل صحيح حتى تستقل وتعتمد على نفسها. واعتبرت أستاذة تاريخ المرأة أن نظرية المؤامرة لاتستقيم مع الإيمان بالله وتعطي الصهاينة في الوقت نفسه قدرا أكبر مما هم عليه، فيولد هذا الأمر تخاذلا ورجوعا إلى الخلف بدلا من المواجهة الشجاعة. أما الكاتبة في صحيفة الرياض أميمة الخميس ترى أننا ما نزال أحيانا نناقش البدهيات، ونتصارع على قضايا تنتمي للقرن الماضي في قضايا يفترض أنها حسمت منذ وقت مبكر. وتستدل الكاتبة أميمة على رسالة دكتوراة اطلعت عليها أخيرا أجريت تحت عنوان (حركة التغريب في السعودية تغريب المرأة أنموذجا)، إذ تضمنت كما وافرا من الأسماء المحلية التي لها حضور في الشأن العام والمؤسسات والمشاريع التنموية ابتداء بتعليم المرأة والبعثات مرورا بالجمعيات الخيرية النسوية وانتهاء بالشيخ سلمان العودة كرمز استجاب للتغريب. وأضافت: الدراسة التي نال من خلالها الباحث درجة الدكتوراة من جامعة الأزهر تحيي مفارقة كون رئيس الأزهر هو شيخ حليق خريج السوربون أي تغريبي وفق مواصفات الكتاب وشروطه. وزادت «لا أدري لم لجأ المؤلف إلى الأزهر لنيل أطروحته على الرغم من أن لدينا في المملكة كما وافرا من المؤسسات البحثية التي من الممكن أن تستقبل رسالته». ومن هنا تقول الخميس إن الملفت للنظر في الأطروحة هي الكمية الهائلة من المشاريع والأسماء والمؤسسات الإعلامية والثقافية المندرجة تحت خانة مؤامرة التغريب، وكل ما يخطر على البال.. ووصفت الكاتبة الخميس الباحث بأنه يدخل أي شيء من شأنه أن يجعل المملكة مختلفة عن هيئة قرية صغيرة في باب التغريب.