أن نتأنى في اختيار المدرب القادم للمنتخب الأول أمر إيجابي بل ومطلب كونه ينعكس على الاختيار الدقيق في المرحلة المقبلة، خاصة بعد النكسة التي مني بها في البطولات الماضية، لكن الملاحظ أن مرحلة التأني أخذت وقتا ليس في صالح الكرة السعودية، وتعدت ذلك لتصب في البطء المقلق إذا أخذنا في الاعتبار إعلان مواعيد مباريات المنتخب تصفيات كأس العالم، ولا يفصلنا عن لقاء هونج كونج سوى ثلاثة أشهر ما يتطلب سرعة إعلان اسم الجهاز التدريبي وتواجده للتعرف عن كثب على أداء اللاعبين في مباريات الدوري، والتي لا تفصلنا عن نهايتها سوى خمس جولات، وهو أقل معدل يمكنه للمدرب التعرف من خلاله على مستوى اللاعب في ظل انتهاء مباريات كأس ولي العهد واقتصار مباريات كأس الملك على ثمانية فرق! إذا أرادت كرتنا العودة من جديد فعليها إزالة مسببات الإخفاقات المتكررة والعودة بثوب جديد بدءا من إقامة مباريات ودية تحاكي لقاءات أستراليا واليابان وكوريا التي أصبحت لا تقبل سوى الاحتكاك مع فرق من العيار الثقيل ما انعكس على أدائها في البطولات الدولية والقارية، ومرورا بتواجد مدرب في معمعة الموسم الكروي يمكنه مشاهدة مستويات اللاعبين في الدوري ودوري الدرجة الأولى ليقدم لنا أسماء نستطيع القول إنها الأكثر قبولا لدى الشارع الرياضي، أما أن يصل الجهاز التدريبي القادم في وقت حرج وتقدم له أسماء بحجة ازدحام الوقت وعدم مشاهدته لمستويات اللاعبين ونقدم له برنامجا مملا من المباريات الودية الضعيفة التي تكررت أسماؤها حتى أنه ظهر تطورها وظهر انحدارنا في البطولات الرسمية؛ ما يعني عودة لأخطاء متكررة تنبئ عن خطر محدق يرمي بتبعاته على الكرة السعودية في المشاركات المقبلة، وهو الحال الذي ينطبق على إعداد منتخب الشباب لبطولة كأس العالم في كولومبيا الصيف المقبل إذا أردنا تمثيلا مشرفا يليق بسمعة الكره السعودية.