لا تزال آثار أمطار جدة الأخيرة حاضرة في أحياء شرق الخط السريع، بعدما انصرفت فرق الأمانة الميدانية إلى تزيين الظاهر من الأحياء عبر ترقيع الطرقات والحفر الوعائية بشكل بدائي، وتركت باطن الأحياء والشوارع الداخلية تعاني من سوء حالتها، فبالرغم من مرور أربعة أشهر على الكارثة فإنه لا تزال العديد من الأحياء غارقة في أثر السيل الذي ترك ذكريات لا تنسى. وتشخص آثار السيول الباقية حتى الآن من مياه راكدة وطرق تالفة في ذاكرة الأهالي بمن فقدوهم، وما لحق بهم من أذى طال منازلهم المتضررة، فبمجرد السقوط في حفرة أو المرور في شارع متهالك، تطل في الذاكرة تفاصيل الفاجعة التي غيرت معالم الزمان والمكان في ساعات قليلة من عمر الزمن. وبحسب أمانة محافظة جدة فإن الخطة المعتمدة لإعادة تأهيل الأحياء المتضررة لم تنتهِ بعد، خاصة أن مشاريع عرضية تجبر الأمانة على التوقف عن إصلاح بعض المناطق لإتمام مشاريع موضوع من قبل الشركات والجهات المشاركة في إعادة تأهيل الأحياء وفق نظرة شمولية نموذجية, ويقول المواطن محمد الجهني من سكان شرق الخط السريع موجها رسالته إلى الجهات المشاركة في مكافحة الضنك «لا تقتلوا البعوض بل جففوا المستنقعات التي بالت واستوطنتها الحشرات والنفايات».. بينما لا يخفي عبد الله الشهراني القاطن في حي شرقي جدة استغرابه، بالقول «لم أكن أتوقع أننا سنمكث كل هذه الفترة بعد الكارثة ونعاني من آثار السيول، كنت أتوقع أن نلقى اهتماما من الجهات المختصة بشكل خاص جدا، وذلك لما وقع علينا من ضرر بالغ وفادح كان نتيجة فساد لوث ما يواجهه من أعلى وادي قوس إلى بداية الخط السريع واجهة القادمين إلى جدة». يشار إلى أن اختصاصيين نفسيين واجتماعيين حذروا من تدهور الوضع النفسي لأهالي أحياء شرق الخط السريع لأن ذلك قد ينعكس سلبا على حياتهم اليومية في شتى المجالات، لتأثرهم عاطفيا بالبيئة المتدهورة حولهم والتي تحوطهم من مختلف الجهات.