أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده والنائب الثاني للحالة التي كانت شهدتها جدة إثر كارثة السيول. وأوضح أمير مكةالمكرمة أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وجه وضع جميع الإمكانات تحت تصرف اللجان التي شكلت لخدمة ومساعدة المتضررين من هذه السيول من ناحية إيوائهم وإسكانهم وصرف الإعانات وتمكينهم من العيش الكريم كغيرهم في هذه البلاد. وأعلن الأمير خالد الفيصل ارتفاع ضحايا سيول الأمطار إلى 106 متوفين و24 مفقودا، مبينا أن الممتلكات لم يتم حصرها بشكل دقيق حتى يتم حصرها من قبل الجهات المختصة التي ستعلن عنها قريبا، إلا أنه اعتبر حجم الأضرار كبير جدا. وأكد الفيصل أن ما عانته عروس البحر الأحمر نتيجة سيول الأمطار بحاجة إلى حلول جذرية ستحدد على ضوء تقارير اللجان العاملة في تشريح وتفصيل الكارثة. وأبلغ «عكاظ» أمير مكةالمكرمة أنه لا يوجد خطورة من بحيرة الصرف الصحي الواقعة شرق الخط السريع باعتبار أن المفيض المخصص للسد الاحترازي هو الممتلئ بالسيول التي أتت من وديان أخرى، مضيفا «الآن انخفضت المياه عن آخر ارتفاع لها، والتسرب ليس من سد البحيرة نفسها». وأرجع الأمير خالد الفيصل سبب إبلاغ الدفاع المدني الأحياء السكنية المجاورة لبحيرة الصرف الصحي أخذ الحيطة والحذر إلى واجب المديرية في حال حدوث فيضان للمياه بشكل أكبر، بيد أنه استبعد حدوث هذا الأمر في الوقت الحالي. وقال الأمير خالد الفيصل في معرض إجابته على سؤال ل«عكاظ» حول إخلاء سكان خمسة أحياء واقعة في شرق الخط السريع بجوار البحيرة، إن مديرية الدفاع المدني نبهت سكان حي السامر 3 فقط، موضحا أن إبلاغ السكان يندرج تحت مفهوم التنبيه المستقبلي وليس التحذير، والتسرب الجاري في السد لا يدعو للقلق. وعند سؤال «عكاظ» عن تضرر بعض الأحياء والمواقع غير المندرجة تحت مسمى أحياء عشوائية كحي الجامعة من سيول الأمطار، أوضح أنه لا يجب استباق النتائج وانتظار ما ستسفر عنه توصيات اللجان العاملة التي وجه خادم الحرمين الشريفين بتشكيلها ولجان إمارة المنطقة لتفصيل ما وصفه بكارثة كبيرة. وحمل أمير مكةالمكرمة الذي أجرى جولة ميدانية على المواقع المنكوبة أمس، مسؤولية ما وصفها بالكارثة إلى ثلاثة عناصر هي أن ما حدث يعد كارثة طبيعية ووجود بعض الأحياء في مجرى الأودية، إضافة إلى تأخر تنفيذ مشاريع تصريف سيول الأمطار في جدة. وبين أن الكوارث الطبيعية تحدث في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، محددا مكمن المشكلة في كون الأحياء التي تضررت شيدت مخططاتها ومنازل سكانها على مجاري سيول الأودية. وأضاف الأمير خالد الفيصل «سيتم تصحيح الأوضاع في مجاري السيول، وهناك لجان ستحدد جميع عناصر الخلل في المخططات، ونعد بأن تعود المياه إلى مجاريها وطريقها الصحيح». وشدد أمير مكةالمكرمة على «مراقبة تلك البحيرات ومتابعتها والاستعداد وأخذ الحيطة لمواجهة أي تسرب وتنبيه المواطنين والوافدين وملاك المزارع القاطنين في مسار التسرب أخذ الحيطة في حال حدوثه أو تدفق للمياه من البحيرات أو هطول أمطار». ولم يخف حاكم مكة ألمه لما شاهده من آثار السيول والتلفيات التي خلفتها داخل وخارج المدينة، مشيراً إلى أن الكوارث الطبيعية تحدث في جميع أنحاء العالم ويجب النظر إليه بنظرة عقلانية وحيادية. ورفض تحميل مسؤولية الكارثة التي عانت منها تسعة أحياء في جدة الأربعاء الماضي إلى جهة بعينها، داعيا إلى النظر للأمر نظرة عقلانية والتعامل مع الوضع بعيدا عن العاطفة. وأشار الأمير خالد الفيصل إلى توزيع التعويضات على أصحاب المنازل المنكوبة في المدينة في وقت قريب، رافضا اعتبار شركات المقاولات الوطنية فشلت في تنفيذ المشروع وتعميم الفكرة على جميع الشركات. وعن استعدادات كافة الأجهزة في محافظة جدة لمواجهة الأخطار المتوقعة إذا ما حدثت في الأيام القليلة المقبلة، أجاب «إن هناك استعدادات واحتياطات كبيرة لمواجهة أي طارئ». ووجه أمير مكةالمكرمة تعازيه لأسر الضحايا والمتضررين جراء سيول الأمطار، مضيفا «نشارك جميع المتضررين والأسر التي فقدت رجالهم ونساءهم وأبناءهم الحزن، ومن فقدوهم هم من أهلنا وذوينا». من جهته، أكد الأمير مشعل بن ماجد تقديم الجهات الحكومية للمواطنين المتضررين كل ما يمكن تقديمه في ظل الكارثة الكبيرة التي عاشها سكان المدينة، مفصحا عن محاسبة المقصرين. وبين محافظ جدة أن خطة العمل التي اعتمدت لتخفيف الضرر عن المواقع المنكوبة بدأ بالأماكن الأكثر تضررا، مشيرا إلى دعم القطاع الخاص للجهات الحكومية في المساعدة وتقديم العون في شتى المجالات الواجب إنجازها. بدوره كشف أمين جدة المهندس عادل فقيه عن بدء تشغيل محطة تنقية المياه في بحيرة الصرف الصحي بطاقة إنتاج يومية تبلغ يوميا 96 ألف متر مكعب من المياه المنقاة منذ الأمس، مشيرا إلى تصريفها عن طريق مجرى السيل في حي الجامعة ومن ثم إلى البحر لتخفيف منسوب المياه في البحيرة. وتوقع فقيه أن يسهم الأمر في تخفيف منسوب المياه خلال الأيام القادمة بشكل كبير. وبين أمين جدة المهندس عادل فقيه أن الأمانة سحبت 1000 سيارة من المركبات المتضررة جراء السيول ونقل المخلفات والنفايات الناتجة عن الكارثة إلى منطقة مؤقتة في المردم القديم، كاشفا عن تسليم مضخات جديدة للسد الاحترازي وشفط المياه من الأنفاق والشوارع الرئيسية. وأكد أمين جدة أن تصاريح البناء الصادرة لبعض سكان الأحياء المتضررة تمت وفق الطرق النظامية وعدم حدوث تجاوزات، مشيرا إلى أن التعويضات المخصصة لسكان الأحياء العشوائية تمنح تعويضا لمالك القطعة الواحدة فقط. بدوره أكد الفريق سعد التويجري أن فرق الدفاع المدني مدربة وجاهزة لمواجهة الأحداث والكوارث الطارئة، مبينا إنشاء مركز إسناد لفرق الدفاع المدني واستمرار عمل الأجهزة ميدانيا في الوقت الحالي. وتفقد أمس الأمير خالد الفيصل الأحياء والطرق المنكوبة جراء تدافع سيول الأمطار الأربعاء الماضي، يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة، والفريق سعد التويجري مدير الدفاع المدني في المملكة، وأمين أمانة جدة المهندس عادل فقيه، والمدير عام إدارة الطرق والنقل في منطقة مكةالمكرمة المهندس مفرح الزهراني. وبدأ الأمير خالد الفيصل الجولة الميدانية لتفقد واجهة العاصمة المقدسة صباح أمس، من توجه مركز الإسناد والطوارئ الاحتياطي لقوات الدفاع المدني الذي شيدته المديرية في المطار القديم (جنوبيالمدينة) أخيرا. واستمع إلى تقرير مفصل عن الأودية الواقعة جنوب وشرق وشمال جدة، ومساراتها من واقع الطبيعة والمسار والاتجاه الذي سلكته السيول الجارفة من الأودية وكيفية دخولها إلى أحياء وشوارع الجهتين الجنوبية والشرقية للمدينة. وأبلغ الأمير خالد الفيصل أن فرق الدفاع المدني استطاعت حتى ظهر أمس، إنقاذ ألفين و379 شخصا، وإيواء ثلاثة آلاف و246 منها 650 أسرة. واتجه أمير مكةالمكرمة عقب لقاء منسوبي الدفاع المدني إلى طريق الحرمين السريع لتفقد المنطقة الواقعة شرق الجامعة على حجم الأضرار والآثار التي خلفتها السيول في الأحياء وسير عمل الأجهزة المختلفة وفتح الطرق الرئيسية والشوارع الفرعية أمام السير. واستقل الأمير خالد الفيصل ومرافقوه طائرات الدفاع المدني العمودية للاطلاع على الأودية ومساراتها والأحياء المتضررة، وكذلك أوضاع بحيرات الصرف الصحي، وبالأخص بحيرة الصرف الصحي «بحيرة المسك» والجهود المبذولة من الأمانة وقوات الدفاع المدني والأجهزة ذات العلاقة في مراقبة ومتابعة منسوب المياه في البحيرات على مدار 24 ساعة.