تتواصل الجهود لمساعدة المنكوبين من سيول جدة، وشهد حي التوفيق أمس تواجدا مكثفا من رجال الدفاع المدني وحرس الحدود، وجهات أخرى كأمانة جدة وشركة الكهرباء، بينما تدفق عدد كبير من المواطنين لتسجيل الخسائر التي لحقت بهم لدى الدفاع المدني، إضافة إلى تسلم بعض المساعدات العينية. وساهمت زوراق حرس الحدود في تخليص الكثيرين من محاصر المياه لهم بعد مرور سبعة أيام على الغرق، وذكر عبد الرحمن العسيري من سكان حي التوفيق، أنه كان في أمس الحاجة إلى إحضار هويته التي تركها داخل منزله، وكانت زوارق حرس الحدود هي السبيل لذلك. ويؤكد محمد القرني من سكان نفس الحي أن ارتفاع منسوب المياه حال بينه وبين الوصول إلى منزله، لكنه وجد المساعدة من رجال حرس الحدود، حيث أوصلوه بزورق. فيما أكد جميع سكان الحي أنهم مازالوا يواجهون صعوبة في الوصول إلى منازلهم التي هجروها، بسبب المياه التي أغرقتها، ولا يمكن الوصول إليها إلا عبر الزوارق. ولاحظ سكان حي التوفيق شرقي جدة، تصاعد الأدخنة أمس من صناديق الكهرباء التي طمرتها المياه، ما دفع موظفي شركة الكهرباء إلى الدخول إلى الحي عبر القوارب بغية فصل التيار، وعلمت «عكاظ» من مصادر مطلعة أن سبب عدم فصل التيار الكهربائي عن تلك الصناديق منذ أول يوم لهطول الأمطار وغرقها يعود إلى أن هناك منازل غير متضررة تشترك مع أخرى تضررت وفصلها بشكل عشوائي سيسبب أضرارا للمنازل المأهولة بالسكان، ولكن بعد تحديد النقاط بشكل دقيق تم فصل التيار عن المنازل المتضررة فقط. وتشاركت إدارة الدفاع المدني مع الأمانة في حفر مجرى مائي يبدأ من حي التوفيق إلى مجرى السيل وذلك لتجفيف الحي، وفي محاولة لخفض منسوب المياه المرتفع، بينما أحاطت بالحي مجموعة من صهاريج لشفط المياه. وكثفت الجهات الخيرية والمتطوعين من تواجدهم في التوفيق أمس لرصد الوضع الذي يعيشه سكان الحي وتقديم العون والمساعدة للسكان. وفي شأن ذي صلة يحيط بسكان أحياء شرق الخط السريع خطر محدق يتمثل في تدفق المياه من خلف سد التوفيق. ووجه سكان التوفيق، السامر، والنخيل محاذيرهم تجاه الأمانة بغية تقليل حجم المخاطر. وذكر علي الزهراني ومحمد القحطاني وعبد الله الجعيد من أهالي أحياء شرق الخط السريع، أن عمليات سحب المياه لا ترقى إلى المستوى المطلوب على حد قولهم ، مشيرين إلى أن بطء إزاحة المياه تزامن مع انعدام خدمات أمانة محافظة جدة من نظافة وعمليات رش وردم الحفر وفتح الطرق وترميمها، ما أثار مخاوفهم من تفشي الأمراض وسط أحيائهم، ذلك أن عمليات سحب المياه من حول منازلهم لا زالت مستمرة بواسطة مواطير السحب التي لا ترتقي إلى حجم الكارثة على حد تعبيرهم . ويقول المهندس محمد القحطاني وهو من ساكني حي التوفيق «مشروع تصريف مياه الأمطار المنفذ في الحي لم يأت بنتيجة، وإليك الوضع البائس الذي طال مبانينا وممتلكاتنا». ويطالب أحمد الزهراني من حي السامر أمين محافظة جدة في تفسير الجملة التي قالها مباشرة لوزير الشؤون البلدية والقروية والتي أورد فيها «ندعو الله بهطول الأمطار حتى يطمئن الجميع». كما طالب بعض سكان التوفيق والسامر وأحياء شرق الخط السريع بمحاسبة من تسبب في تكرار معاناتهم. من جهة أخرى، شهدت محافظة جدة أمس عمليات سحب للمركبات التالفة على الطرقات العامة من قبل الجهات المختصة، وفتح بعض الطرقات المؤدية إلى الأحياء المتضررة بهدف فك الاختناقات المرورية فيما وضعت أكثر من لافتة تحذيرية حول الأماكن الخربة، وأغلقت العديد من مداخل الأحياء المتضررة لخطورتها على المارة. وذكرت لجنة مواجهة الحالة الطارئة في محافظة جدة، أن الحركة المرورية تتحسن جزئيا في معظم الطرق في الأماكن المنكوبة، إضافة إلى فتح العديد من التقاطعات المغلقة جراء تكوم مياه الأمطار، بعد أن تم سحبها بواسطة 300 صهريج في مختلف أنحاء المحافظة.