لذى كان السؤال الملح بالذاكرة.. هو: هل كتاب الرأي يستفاد من موجب آرائهم؟ وهو الرأي الموجب الأخذ به وطريقة تداوله ومناقشته والاستفادة منه، وذلك برؤية مؤسساتية مستقلة تنمي وتطور هذه الآراء والأفكار، ليكون لها ذات مردود إيجابي وليس سلبي، بمعنى إهمالها فضلا عن تجاهلها، والتي من الممكن الاستفادة والإفادة منها، وأن لا تترك مكان سخرية - من علاقات عامة - بذات مؤسسة خدماتية، حين تأتي الردود المبررة مكرسة للأخطاء بأعذار تبريرية واهية وواهمة، و لا تعرف أن - للرأي - قيمة ومعنى، وهو الذي يعمل على مخاطبة العقل ومحاورة الفكر عند البلدان المتحضرة التي احتوته بمراكزها ومعاهدها وعكفت على دراسته دراسة مستفيضة، وهذا ما رأيناه ولمسناه من إنتاجية فائقة ووافرة ومتعددة عند البلدان العالمية المنتجة، فاليابان والصين، أقرب مثال في كافة الصناعات الأساسية التي خلقت بجدارة عالم التكنولوجيا الحديثة، حدث ذلك كله نتيجة الأفكار والآراء البناءة الخالقة لهذه المستلزمات الضرورية في مناحي الحياة. فالقارئ المحلي اليوم لم يعد هو بقارئ الأمس، الذي كانت تستهويه متابعة وقراءة مقالة لهذا أو ذاك الكاتب الذي أفتتن بكتابته، رغم محدودية مساحة الحرية المتاحة للكاتب آنذاك، فالآن مع ازدياد نطاق هامش الحرية، يحتار القارئ ماذا يقرأ فيما يجده بين يديه من مقالات ساخنة تلامس المسكوت عنه بكل شفافية ونزاهة، لذا كانت معظم هذه المقالات تسير على نواح متعددة الآراء والأفكار – الناقدة – مع اختلاف الطرح في المحتوى والمضمون، حين يبدي الكاتب وجهة نظره بهذه أو تلك المشكلة، بحس رؤاه وتصوراته الخاصة، التي هي في آخر الأمر خلاصة رأي. هذه المقالة عن كتاب – الرأي – وهي فيما يخص ما يتواجد من كتاب الرأي في صحافتنا المحلية، أما فيما يخص كتاب الرأي في الصحافة العربية، فهذا لا شأن لي به. أما ما تأتي به الفضائيات ومنتديات الانترنت المنفلتة بحجة حرية أبداء الرأي، مستغلة كلمة الحرية المتاحة لها، فسيأتي يوم عليها لا تجد من يقرأ أو يستمع لهذه المزاعم والافتراءات، وقد أوصدت الأبواب بوجهها الفوضوي المحرض على العداء والكراهية، فهذه ليست آراء سليمة بقدر ما هي آراء فضائحية. فحين أطالع صحافتنا المحلية، وأمعن بالنظر في صفحات (الرأي) بها، فإنني أجد بها من الآراء العاقلة المتعقلة ما يستوقفني – الكثير – منها للقراءة والتحليل لما تحمله من نقد مؤدب تشوبه سخرية مليحة غير مفزعة أو موجعة، تصل للهدف مباشرة ومستساغة عند القارئ، ومتناغمة مع سياسة الصحيفة. حينما أتت المقالة الصحافية الناقدة خفيفة لطيفة وبمثابة – تلغراف –، أما المقالات الطويلة، فهي تبعث على السأم والضجر، فيأنف من مواصلة قراءتها القارئ الذي يبحث عن الإفادة والإيجاز بغير إعجاز!!. [email protected] للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة