أقر نائب وزير الخارجية الليبي خالد قائم أمس أن القوات الموالية للزعيم معمر القذافي، انسحبت من أجدابيا في تأكيد لما أعلنه الثوار في وقت سابق بالسيطرة على المدينة الاستراتيجية. وكان الثوار أعلنوا سيطرتهم على مدينة أجدابيا البارحة الأولى بعد مواجهات ضارية ضد كتائب القذافي. وقال جلال الجلال، متحدث باسم المعارضة الليبية إن الثوار استولوا على المدينة بعدما قصفت مقاتلات التحالف الدولي المزيد من الدبابات والعربات المدرعة التابعة لكتائب القذافي المتمركزة في مداخل أجدابيا. وأوضح الجلال أن الثوار يمشطون شوارع المدينة للتأكد من انسحاب جميع الفلول الموالية للقذافي. وتأتي سيطرة الثوار على أجدابيا بعد مواجهات عنيفة بين الجانبين للصراع في السيطرة على المدينة الاستراتيجية وذلك بعد أسبوع من انطلاق عملية «فجر أوديسا» لشل القوى العسكرية لنظام ليبيا وحماية المدنيين. وفي وقت سابق، قال مسؤولون في الحكومة الليبية إن ضربات التحالف الجوية توفر الغطاء لتقدم الثوار نحو أجدابيا، التي تمهد لتطبيق الخطة «ب» وهي الزحف إلى معقل القذافي في طرابلس. ومن جانبها، أكدت قيادات التحالف أن مهامها العسكرية تنحصر في تعزيز منطقة حظر الطيران فوق ليبيا وحماية المدنيين. ودفعت المواجهات الضارية للسيطرة على أجدابيا بالمدنيين للفرار من المدينة التي قال شاهد عيان إن الجثث تناثرت في الشوارع «دون أن يجرؤ أحد على استردادها ومواراتها، فحتى سيارات الإسعاف يجري استهدافها». وتسلم حلف شمال الأطلسي «ناتو» قيادة السيطرة على منطقة «حظر الطيران» من الولاياتالمتحدة منذ الأمس. والجمعة، انتقد عضو في الحكومة الألمانية الدول التي تشارك في تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1973 بفرض حظر جوي على ليبيا وحماية المدنيين. وكانت البحرية الألمانية قد سحبت قطعها البحرية في البحر المتوسط من قيادة حلف شمال الأطلسي «ناتو»، لعدم رغبتها في المشاركة في قرار حظر الأسلحة على ليبيا. وفي الأثناء، اعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس أن المهمة الدولية في ليبيا واضحة ومحددة الأهداف وفي طريقها إلى النجاح، مؤكدا أنها حالت دون سقوط عدد لا يحصى من الأبرياء في حمام دم توعد به الزعيم الليبي معمر القذافي. وفي كلمته الإذاعية الأسبوعية التي تبث أيضا على الإنترنت، قال أوباما الذي يتعرض لضغوط متزايدة لشرح الاستراتيجية الأمريكية في ليبيا «لا تنخدعوا بتحركنا بسرعة توصلنا إلى تفادي كارثة إنسانية وإنقاذ عدد لا يحصى من المدنيين والأبرياء من رجال ونساء وأطفال». وتابع «إنها مسؤوليتنا»، مؤكدا أنه «يمكن لكل أمريكي أن يكون فخورا بما أنقذناه من أرواح في ليبيا».