الليث يتزعم بطولتي جازان    الهدى يسيطر على بطولة المبارزة    12 اتحادا تختار إداراتها الجديدة    إعلان أسماء 60 مشاركاً من 18 دولة في احتفال "نور الرياض 2024"    تطبيق الدوام الشتوي للمدارس في المناطق بدءا من الغد    بيان سعودي فرنسي عن الاجتماع الثاني بشأن العُلا    الأربعاء المقبل.. أدبي جازان يدشن المرحلة الأولى من أمسيات الشتاء    وزير التجارة: منع الاستخدام التجاري لرموز وشعارات الدول والرموز والشعارات الدينية والطائفية    السيطرة على قريتين .. تقدم روسي شرق أوكرانيا    التواصل الحضاري ينظم ملتقى التسامح السنوي "    «الداخلية»: ضبط 20124 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    إجلاء أكثر من 250 ألف شخص وإلغاء الرحلات الجوية استعدادًا لإعصار "مان-يي" في الفلبين    ضيف الرأي: الفنانة التشكيلية مروة النجار    إطلاق مركز (Learning Hub) للتعامل مع التهديدات الصحية المعقدة    «سلمان للإغاثة» يوزّع 175 ألف ربطة خبز في شمال لبنان خلال أسبوع    المربع الجديد استعرض مستقبل التطوير العمراني في معرض سيتي سكيب العالمي 2024    مصرع 10 أطفال حديثي الولادة جراء حريق بمستشفى في الهند    يدعوان جميع البلدان لتعزيز خطط العمل الوطنية    استمرار تشكل السحب الممطرة على جازان وعسير والباحة ومكة    مهرجان صبيا.. عروض ترفيهية فريدة في "شتاء جازان"    سوق بيش الأسبوعي.. وجهة عشاق الأجواء الشعبية    اكتشاف مخلوق بحري بحجم ملعبي كرة سلة    وظائف للأذكياء فقط في إدارة ترمب !    تركيا.. طبيب «مزيف» يحول سيارة متنقلة ل«بوتوكس وفيلر» !    "أخضر الشاطئية" يتغلب على ألمانيا في نيوم    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    زيلينسكي يقول إن "الحرب ستنتهي بشكل أسرع" في ظل رئاسة ترامب    ترامب ينشئ مجلسا وطنيا للطاقة ويعين دوغ بورغوم رئيسا له    إسبانيا تفوز على الدنمارك وتتأهل لدور الثمانية بدوري أمم أوروبا    رونالدو يقود البرتغال للفوز على بولندا والتأهل لدور الثمانية بدوري الأمم    "سدايا" تنشر ورقتين علميتين في المؤتمر العالمي (emnlp)    نيوم: بدء تخطيط وتصميم أحياء «ذا لاين» في أوائل 2025    اختتام مزاد نادي الصقور السعودي 2024 بمبيعات قاربت 6 ملايين ريال    "الشؤون الإسلامية" تختتم مسابقة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في غانا    نجاح قياس الأوزان لجميع الملاكمين واكتمال الاستعدادات النهائية لانطلاق نزال "Latino Night" ..    لجنة وزارية سعودية - فرنسية تناقش منجزات العلا    مركز عتود في الدرب يستعد لاستقبال زوار موسم جازان الشتوي    الأمير محمد بن سلمان.. رؤية شاملة لبناء دولة حديثة    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    جدة تشهد أفراح آل قسقس وآل جلمود    إحباط تهريب 380 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر في جازان    القمر البدر العملاق الأخير    خطيب المسجد النبوي : سنة الله في الخلق أنه لا يغير حال قوم إلا بسبب من أنفسهم    خطيب المسجد الحرام: من ملك لسانه فقد ملك أمرَه وأحكمَه وضبَطَه    ليس الدماغ فقط.. حتى البنكرياس يتذكر !    أمريكا.. اكتشاف حالات جديدة مصابة بعدوى الإشريكية القولونية    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    باندورا وعلبة الأمل    في أي مرتبة أنتم؟    الشؤون الإسلامية بجازان تواصل تنظيم دروسها العلمية بثلاث مُحافظات بالمنطقة    خالد بن سلمان يستقبل وزير الدفاع البريطاني    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 إلى لبنان    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



null
نشر في عكاظ يوم 01 - 04 - 2011

حياة الشيخ صالح بن عبدالعزيز السالم أشبه برحلة استكشاف، فالرجل الذي تولى أكثر من حقيبة حكومية لم يرق له الحال أيضا في القطاع الخاص مديرا عاما لمؤسسة الجزيرة ورئيسا لتحريرها في يوم من الأيام فقرر العودة إلى تخصصه في القانون ولو على كبر، فكانت له بصمة عندما وضع مع الفريق الأهلي للمحامين أشبه بخارطة طريق لحل قضية المعتقلين السعوديين في غوانتانامو. قال بأن تجربته في إمارة الطائف لم تكن بحجم الطموح الذي تمناه رغم سياسة الأبواب المفتوحة التي اعتمدها في علاقته بالأهالي، وعلل تصدر المدينة سجل الجرائم الشخصية بين مدن المملكة لأسباب القتل لأتفه الأسباب. اعترف بتبنيه سياسة ربط الحزام لإنقاذ جريدة الجزيرة من الإفلاس، وقال إنه دعم هذا الجانب على حساب نجاح الصحيفة تحريريا، كما أنه لم يتردد في رمي عضويتها بسبعة أحجار عندما انتقل للعمل الحكومي. أوضح صراحة أسباب تقاعده بعد رفضه منصب وكيل إمارة حائل وهو مالم يذكره من قبل .. حوار يدور حول خطوط حمراء بدأه بهدوء يسبق العاصفة من الدرعية مسقط رأسه التي أصبحت أثرا من بعد عين قائلا:
ولدت ونشأت في مدينة الدرعية التي لم يبق منها إلا رجع الصدى.. ودرست في كتاتيبها التي كانت منتشرة في كل زاوية وموقع التي اشتهر منها كتاب إبراهيم الطويل وابن حمد وعبدالله بن عواد .. وتنقلت مع والدي حيثما رحل وكيلا على أموال الملك عبدالعزيز في ينبع، ثم إلى حائل حيث دخلت إلى المدرسة السعودية الأولى التي كان يديرها المرحوم أمين القرقوري، ثم طويت الابتدائية في سنتين في مدارس الأحساء حيث استمتعت بأجوائها الساحرة آنذاك بدءا من نهر برابر مرورا إلى كل العيون والتي كان أشهرها أم سبعة وعين نجم التي نضبت الآن. في تلك الفترة حاول الدكتور عبدالله المبارك الأستاذ في جامعة الملك سعود والمتخصص في الأدب الخليجي أن يلحقني معه بمدارس دار التوحيد في الطائف فسألت أبناء عمي عن رأيهم في الذهاب مع المبارك فلم يؤيدني أحد فقررت أن اكتب خطابا لسعود بن جلوي أمير الأحساء آنذاك، وكان رجلا مهيبا لكي يساعدني فيأمر سيارات البريد الحكومية لتنقلني إلى الطائف، وأعطيته الخطاب دون أن اسلم عليه فلما قرأه أمر بفتح المدرسة من جديد وكانوا مراسيل الأمير يطوفون على كل بيوت المنطقة لإعلامهم بانطلاق الدراسة فأكملت الابتدائية في الأحساء ثم توجهت إلى مكة المكرمة للالتحاق بمدرسة تحضير البعثات حيث التقيت زملائي الدكتور الوفي أحمد محمد علي رئيس البنك الإسلامي للتنمية، الدكتور بشير عبدالله القرقوري، فؤاد غلام، عبدالله وبكري شطا، راشد المبارك، إبراهيم العنقري رحمه الله ، حسن المشاري شافاه الله ، عبد العزيز طحلاوي، وعبدالله بن عبدالعزيز النعيم، وكان يدير القسم الداخلي العم أسعد التركي بماعرف عنه من خلق ودين وحسن معاملة ورعاية لجميع أبنائه الطلاب، وقد تعرفت في تحضير البعثات على طالبين يتيمين جيء بهما من بادية ينبع بعد وفاة أسرتهما فأتت بهما الحكومة وأدخلتهما دار الأيتام ثم التحقا بنا في تحضير البعثات وهما الفريق عبدالعزيز مسعود مدير الاستخبارات سابقا والدكتور عبدالله بن سلامة الجهني رحمه الله والذي ظل طيلة حياته درة في مواقفه وسلوكه وصديقا وأخا ملاصقا لي. والحقيقة أنني مازلت أتذكر أعجبني موقف الدكتور عبدالله الجهني عندما قال الدكتور المحاضر في كلية التجارة إن التعليم في السعودية لايصل إلى أفراد الشعب، فقام الدكتور عبدالله من أعلى المدرج مناديا: يا أستاذ وماذا تقول عني أنا اليتيم الذي جيء بي من البادية لأتعلم واصل إلى القاهرة مبتعثا، فساد القاعة صمت رهيب وكان أبلغ رد على ادعاءاته غير الصادقة.
في تلك الفترة تزوجت وأنا طالب في الثانوية العامة برغبة من أهلي فطلبت أن أتزوج زواجا مؤقتا حتى يحين موعد سفري للدراسة في الخارج إلا أنهم رفضوا طلبي فتزوجت بنت الشريف عون في الطائف وكنت أستغل أيام العطل للعودة سريعا إلى زوجتي في المويه التي أصبحت في نظري مثل سويسرا. رزقني الله بابنتي الأولى وأنا في الثانوية العامة، وعندما تقرر ذهابي إلى القاهرة تم تعيين أخي عبدالله أميرا على المويه فطلب كاتب الإمارة عبدالرحمن بن رشيد العودة مع أخي سعد الذي عين أميرا على الخرمة التي كانت تعيش خلافا بين الأشراف وسبيع والدواسر لوجود أهله هناك، فطلب أخي عبدالله بقائي معه فمكثت أربعة أشهر قمت خلالها بتعليم أحد خريجي الكتاتيب كيفية كتابة الخطابات والرد عليها وبعدها غادرت إلى القاهرة. وركبت لأول مرة طائرة الداكوتا من جدة إلى أملج للتزود بالوقود ثم أقلتنا إلى طور سيناء حيث تم احتجازنا في كرنتينة الميناء للحجر الصحي لمدة أربعة أيام ثم توجهنا إلى القاهرة فسكنت في القسم الداخلي على ضوء النظام الذي كان لا يسمح لأي طالب مبتعث بالسكن لوحده إلا بعد مرور سنة أو سنتين من تعرفه على طبيعة الحياة في مصر، وكان عبدالله عبدالجبار مديرا للبعثات آنذاك، وقد اخترت الدخول إلى الحقوق التي كانت يمنع الالتحاق بها آنذاك، وأتذكر أنني وفرت نقودا من مصروفي كطالب في تحضير البعثات حيث كانوا يصرفون لي 15 ريالا شهريا فكنت أشتري بها الذهب وأضعه أمانة لدى إحدى أخواتي رحمها الله التي كانت تقيم في مكة المكرمة محتاطا لهذا اليوم خوفا من فشلي في الدراسة في مصر.
• لكنك لم تصب بصدمة حضارية عند وصولك إلى القاهرة؟
إطلاقا، فقد ساعدتني قراءاتي لرسالة الزيات ومجلة الهلال وآخر ساعة والمصور في مكتبة الثقافة في مكة المكرمة على تكوين رؤية جيدة عن واقع الحياة في مصر اضف لذلك أنني عندما سافرت إلى القاهرة قدر الله لي أن أوصل هدية من ابن عمي عبدالعزيز السالم والالتقاء بالكاتب والمؤرخ محمود شاكر الذي كان له تأثير على تفكيري لإيماني بمبادئه.
• ما تأثير لقائك بالرئيس جمال عبدالناصر عندما كنت طالبا؟
التقيناه تلبية لدعوته الطلبة الخليجيين في نادي الضباط في شهر رمضان وكنت مع الدكتور بشير القرقوري نرتدي اللباس العربي فعندما شاهدنا قال: أنا أعرف أن كل الوجوه عربية لكنني عرفت هذين الطالبين بأنهما من السعودية بلباسهما وكان يجلس إلى جواره صلاح سالم وعدد من رجالات الحكومة المصرية، لكنني لم أتأثر بأفكاره إطلاقا ولم أتقبلها لقناعتي بأن الثورة التي قادها دمرت اقتصاد مصر.
• ماهي أسباب انقلابك على اتحاد الطلبة السعوديين في القاهرة؟
عندما تقرر تعيين أحمد المانع مديرا للبعثات في القاهرة بدلا من عبدالله عبدالجبار الذي تقرر نقله إلى المملكة تصدى لقرار النقل عدد من الطلبة على رأسهم ياسين علاف والدكتور صالح آمبة مدير جامعة البترول سابقا وانضممت لهم مع الدكتور عبدالله الجهني فأخرجنا صحيفة لنشر أفكارنا المناوئة لهم باسم صحيفة البعث ولكنها لم تتبن فكرة البعث التي جاء بها ميشيل عفلق بعد ذلك وإنما كان الغرض منها بعث أفكارنا لهم المناقضة لصحيفتهم التي كانت تسمى صحيفة الحائط ووصل صوتنا إلى المسؤولين في الدولة خصوصا عندما أشيع خبر إسقاط السالم والجهني لاتحاد الطلبة الذي كان ضد بقاء عبدالجبار مديرا للبعثات.
• لماذا لم تحصل على الماجستير عندما ابتعثت إلى بريطانيا؟
ابتعثت إلى بريطانيا عندما كانت وزارة الداخلية تنوي إصدار نظام المقاطعات لدراسة الإدارة المحلية لمدة سنة ونصف تقريبا ولم أذهب لتحضير الماجستير.
• في نفس التوقيت الذي تخليت فيه عن عضوية مؤسسة الجزيرة عندما عملت في الحكومة؟
كنت من المحظوظين الذين طبق عليهم قرار مجلس الوزراء بتعيين الجامعيين على المرتبة الخامسة براتب قدره 975 ريالا، فيما كان يعين الجامعي على المرتبة الرابعة وارتبطت منذ خطواتي الأولى بزميلي سابقا الشيخ إبراهيم العنقري الذي عملت معه مديرا لمكتبه بدلا من علي أبو العلا لتسع سنوات كاملة، وكان من شروط العمل في الإعلام التخلي عن عضوية المؤسسات الصحفية، فالعنقري تنازل عن عضوية اليمامة لعبدالرحمن المرشد ثم لحقت به فرميت عضوية مجلس إدارة جريدة الجزيرة التي دخلتها عام 1383ه بسبعة أحجار.
• والسبب؟
أنني كنت أدفع من جيبي الخاص على هذه العضوية مساهمة مبلغ 7500 ريال دفعت نصفها نقدا والنصف الآخر تم سداده من أتعاب اجتماعات مجلس الإدارة الذي كان يصرف لنا 150 ريالا لكل اجتماع شهري فسددت منها الباقي فلم تكن تسمن ولا تغني من جوع.
• وما الذي أغراك بالعودة إلى الجزيرة مرة أخرى؟
توليت إدارة الجريدة لأول مرة عندما كان عبدالرحمن المعمر رئيسا للتحرير وعلى خلاف دائم مع مجلس الإدارة وعمل معي كرئيس تحرير آنذاك المذيع سليمان العيسى كمدير تحرير وخالد المالك رئيسا للقسم الرياضي وهو أكثر من تعاون معي، وبدأت معهم مرحلة شد الحزام واستطعنا أن نتجاوز ديوننا في سنة. ولا أخفيك أنني استفدت كثيرا من قراءة الكتب التي وصلتني من صديقي محمد سعيد طيب، خصوصا كتاب ثمين ألفه قبل 40 سنة هندي أمريكي اسمه كارينت بيل فكان يسأل كل واحد من أصحاب الشركات عن تجاربه الناجحة ويدونها في الكتاب بعنوان (دع القلق وابدأ الحياة)، وكتاب آخر أهداه لي أحد الأصدقاء بعنوان (الحقيقة الضائعة) للدكتور فرج فودة وقال فيه إن رجل الدين إذا اتجه إلى المال أو السياسة انقشع عنه ثوب الورع وهذا ينطبق على الغنوشي والترابي وغيرهما. ولا أخفيك أنني استلمت المؤسسة في تلك الفترة وهي تعاني من ضعف إعلاناتها وكنا بالكاد ندفع الرواتب للعاملين فكلفت من مجلس الإدارة مع عبدالعزيز المحمد التويجري لدراسة أوضاع الجريدة فوجدنا تخبطات كثيرة فقدمنا تقارير واضحة تدعو إلى الترشيد ويسر الله فاقتنع مجلس الإدارة وبعد سنتين بدأنا نوزع أرباحا على الأعضاء. وكان صديقي محمد سعيد طيب قد تدهورت أوضاعه في تهامة في تلك الفترة فاقترحت عليه أن نعطيهم امتياز الإعلان والتوزيع ومنحناهم مساحات إعلانية، بحيث يكون الفائض لهم وقد تحسنت الأمور في تلك الفترة كثيرا فاستكملنا المباني في سنتين ولم نصرف على الإشراف والتنفيذ والتصميم والبناء إلا 80 مليونا تقريبا.
• ألا ترى أن المبلغ كان كبيرا بمقياس تلك الفترة؟
والله لو أمسكها أحد غيري لبطش بها وأوصلها إلى 120 مليون ريال، ولكنني كنت حريصا في الإنفاق ولم يكن الريال يخرج من الجزيرة حتى أفركه فركا.
• الغريب أنك كنت راضيا عن ابن عباس كرئيس تحرير في مقابل سخط الكثيرين، لماذا؟
الجميع كان ينتقد ابن عباس وفترة رئاسته للتحرير ولكنني كنت سعيدا بما يفعل لأنه ساعدنا كثيرا في الاقتصاد بشحه مع المحررين. بل كنا سوية حياديين حتى في ميولنا الرياضية فلم ننحاز بالصحيفة للهلال على حساب النصر كما حدث بعد ذلك ولم نكن نفرح إلا إذا لعب المنتخب.
• لكن الجريدة ظلت متراجعة عن الركب؟
الجريدة تراجعت فعلا، ولكن لم يكن توزيعها يعتمد على التحرير أو الإعلان وإنما على الثلاثة ملايين ريال التي كانت تأتينا من شركة تهامة فكنا نمول بها احتياجاتنا.
• لو عدنا إلى سنواتك في الطائف كيف تقيم التجربتك كأمير؟
الحقيقة أن أهل الطائف كرماء جدا في الضيافة والحفلات، ولكن في التعامل معهم ضع حدودا واضحة بمعنى خلك بعيدا ورغم ذلك فقد تركت بابي مفتوحا لجميع الأهالي رغم معرفتي بأن الذبح عندهم يحدث لأتفه الأسباب. وكنا نقول إن من يموت بالسكين يكون باكستانيا ومن يموت بالمسدس فهو من أهل الطائف. وقد لمست أيضا وجود مشكلة في الاستيلاء على الأراضي قبل إقامة أي مشروع للطرق، كما أن مشكلة الهاربين عبر الحدود ممن يستوطنون سفوح الأودية والجبال ما زالت إلى اليوم تشكل خطرا.
• انتقد البعض سوء توظيفكم للأموال التي اعتمدت لتطوير المدينة قبل إقامة المؤتمر الإسلامي الأول؟
واجهتنا مشكلة كبيرة ذهبت بجزء كبير من تلك الاعتماد بسبب نزع الملكيات والتعويضات الكبيرة التي دفعت للمواطنين، خصوصا شارع المطار والسيل ووادي وج، ولك أن تعرف بأننا أقمنا ملاعب الأطفال لأول مرة في الطائف بتبرعات من التجار واستشرنا محمد سعيد فارسي الذي اختار لنا الشركات المناسبة.
• وماهي قصة الأشجار التي جاءت من أريزونا بتكلفة عالية وماتت واقفة؟
نعم أتوا بشجر الصنوبر من أريزونا ووضعوه على طريق المطار لكنه لم يعش فتم استبداله بأشجار أخرى، ثم جاءتنا شركة ميتسو اليابانية ب 300 شجرة كرز ولكنه لم يعش أيضا وأعتقد أن ذلك حصل بسبب عدم التعامل الجيد معها.
• لماذا فضلت التقاعد على العمل وكيلا لإمارة حائل؟
كنت في المرتبة الخامسة عشرة فكيف أذهب وكيلا لإمارة حائل وهذا ما دعاني للحديث مع محمد النويصر رحمه الله فنقل كلامي إلى الملك فهد رحمه الله الذي قال له: قل للسالم يروح إلى حائل وبلغ الأمير مقرن وكان لتوه مستلما إمارة المنطقة أن يرفع عنه لترقيته إلى المرتبة الممتازة. فقلت للنويصر: ما دام الأمر كذلك فسأذهب، ولكن رفض ابن معمر استلام إمارة الطائف ثلاث مرات في البداية لأنه لا يريد تكرار تجربة والده مع مشاكل المنطقة، كما أنه كان رضيا في والده فقد قال للأمير سلطان حفظه الله عندما سأله عن أسباب اعتذاره: والله لا يقسطر لوالدي في مرضه إلا أنا، فقال له الأمير سلطان: أبوك هو أبونا وسنفتح عندكم في الهدا مستشفى إن شاء الله يهتم بصحة جميع أهالي المنطقة. وقد تأجل ذهابي إلى حائل في تلك الفترة فطلب الأمير مقرن بعد مضي ثلاثة أشهر من توليه الإمارة وكيلا له فأرسل له سمو الأمير نايف حمد أبو حيمد وبعدها بسبعة أشهر اقتتنع فهد بن معمر باستلام الإمارة فطلبت التقاعد وجئت إلى الرياض لأزاول مهنة المحاماة من خلال مكتبي الخاص.
• ما الذي حققتموه في سبيل تخليص معتقلي غوانتانامو عندما تم اختياركم كمحامين أهليين من قبل الأهالي للدفاع عن أبنائهم؟
كنت ضمن الفريق الرباعي الأهلي الذي بدأ الاتصال بالسلطات الأمريكية في المرحلة الأولى، وكانت أول خطوة اتخذناها هي البحث في منطوق القانون الدولي بعد أن أعلن الأمريكان أنهم سيحاكمون المعتقلين حكم طوارئ أو عسكري وأردنا أن نقول لهم إن غوانتانامو سواء كانت مستعمرة أم مستأجرة فهي امتداد للولايات المتحدة ويطبق عليها القانون الأمريكي ونحن نثق فيه لأنه قانون يضمن الدفاع عن أي متهم وقد وجدنا رفضا في بداية الحديث مع مسؤولي الخارجية الأمريكية لمناقشة أي شيء وتكلم أحد الجالسين بكلام عن الإرهاب والقاعدة لمدة ثلث ساعة ثم أخذت زمام الحديث نيابة عن الوفد فبدأت بتذكير الوفد الأمريكي بالعلاقة التي أسسها الملك عبدالعزيز رحمه الله قبل 70 سنة فأصبحت أمريكا كأنها بلادنا فجاء إليها الطلاب والسياح وأصبحنا معكم في خندق واحد ومن ثم فنحن لم نأت لندخل معكم في المحاكم الأمريكية كخصوم من ثقتنا في القانون الأمريكي .. هذه الكلمات غيرت مجرى الحديث معهم تماما وبدأوا يتداخلون وسألونا: ماهي مطالبكم؟ فبدأنا بالحديث عن ظروف المعيشة في الزنزانات فطلبنا توفير المياه اللازمة للشرب والوضوء للمعتقلين، وإعطاء الدواء لمن يحتاجه من المرضى وانتهت الجلسة الأولى وطلبوا منا عدم الحديث مع أحد لئلا تحدث ضغوط من اليهود لإيقاف الموضوع ولكننا فوجئنا في اليوم التالي بخبر في الواشنطن بوست عن الاجتماع، ولكن هذا الخبر لم يعرقل خطواتنا واستمرت الاجتماعات فطلبنا زيارة أولياء الأمور لأبنائهم فطلبوا تأجيلها لما بعد انتهاء التحقيق واستمرت جهودنا لحلحلة كل العقد إلى أن أبلغتنا وزارة الداخلية السعودية بعد مرور سنتين من جهودنا بالتوقف وبدأت الجهود الدبلوماسية التي حلت بها هذه المشكلة بتسليم المعتقلين على دفعات للمملكة والحمد لله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.