أكدت جلسات ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2010م المنعقد في مركز الرياض للمؤتمرات والمعارض أمس، على قدرة قطاع السياحة في المملكة في توفير المزيد من الفرص الوظيفية للشباب، خصوصا في ظل التوسع في مشاريعه الاستثمارية وقدرته على التوسع والنمو المستمرين. وأكد صاحب السمو الملكي الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة، المتحدث الرئيس في ورشة عمل (الاستثمار السياحي في الباحة) بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، أن المملكة تملك كل المقومات الأساسية للسياحة، داعيا المستثمرين إلى إنشاء المشاريع السياحية التي ستقدم لها المنطقة كل الدعم والتشجيع. وشدد على أن السياحة لم تعد ترفا بقدر ما أصبحت صناعة يقوم عليها اقتصاد بلدان بأكملها. وأوضح أن في الباحة ثمانية مشاريع تراث عمراني وثقافي تعمل فيها المنطقة بشكل مركز مع الهيئة وبدعم كبير من شركاء التنمية السياحية في المنطقة، مشيرا إلى أن السائح لا يحتاج فقط إلى جو منعش أو طبيعة خلابة، بل يحتاج أيضا إلى أماكن يسترخي فيها ويستمتع بصحبة عائلته، لافتا إلى وجود أماكن جميلة ونظيفة تتوفر فيها المطاعم والمقاهي والمحال التجارية، إضافة إلى ملاه للأطفال، وهذه كلها تساهم في تمديد مدة إقامة السائح وبالتالي سيزيد معدل الصرف، ما ينعكس إيجابا على اقتصاد هذه المناطق ويزيد من فرص العمل لأبنائها. من جهته، أكد الأمير سلطان بن سلمان أن السياحة المحلية لا يزال توجد فيها ثغرات كثيرة، وتحتاج إلى المزيد من الدعم والعناية. وأضاف: إن أبناء الباحة يعملون في مختلف مناطق المملكة، والباحة اليوم في حاجة إلى تفعيل قطاع السياحة، ويجب أن تكون منطقة سياحية من خلال تطوير مرافق الإيواء السياحي، كما أنها لن تكون منطقة سياحية إلا بتدفق السياح. وأشار إلى أن الباحة لن تحقق نتائج إلا إذا أصبحت السياحة فيها موردا اقتصاديا، خصوصا أن الباحة تحتضن جملة من الاستثمارات، كما أنها مؤهلة لمراكز الاستشفاء، وهي مكسب كبير لاحتضان مقومات السياحة. وفي ورشة عمل (السياحة والشباب) كشف المشاركون عن أن أكثر من مليوني شاب تتراوح أعمار معظمهم بين ال22 و26 عاما تقدموا إلى برنامج (حافز) التابع لوزارة العمل حتى البارحة الأولى، بحثا عن فرصة عمل ملائمة، موضحين أن القطاع السياحي هو القطاع الأقدر على استيعاب هذه الأعداد إذا نال حظه من الاهتمام والدعم. ولفت مدير الاستراتيجية الوطنية للشباب الدكتور صالح بن عبدالعزيز النصار إلى أن السياحة الداخلية حتى الآن لا تمثل خيارا مثاليا للشباب؛ سواء للراغبين في الترفيه والاستجمام أو التخييم والاستمتاع بالطبيعة أو ممارسة ومشاهدة الرياضة أو الاستكشاف والمغامرات وهي الأغراض الرئيسة لسياحة الشباب. وأكد أنه بسبب المنافسة القوية من السياحة الخارجية تحتاج السياحة الداخلية إلى تطويرها ودعمها وتحسين خدماتها ومواقعها الأثرية وبنيتها الأساسية، إلى جانب تقديم حوافز للاستثمار في هذه المجالات وتطوير التجهيزات الأساسية ورفع مستوياتها وتشجيع القطاع الخاص على الاستثمار في مشروعاتها. من جانبه، أشار الأمين العام للمركز الوطني لأبحاث الشباب في جامعة الملك سعود الدكتور نزار بن حسين الصالح إلى ضرورة توفير الخدمات للشباب في الأماكن المفتوحة؛ كالبر والمخيمات والمحميات ودعم الشباب في تنظيمهم لرحلاتهم وتوفير المحضن المناسب للشباب لقضاء وقت فراغه؛ سواء في منطقته أم خارجها، استفادة من التنوع البيئي الذي تحظى به المملكة. فيما أشار عضو مجلس الشورى الدكتور حامد الشراري إلى أن سياحة الشباب ليست ترفا كما يظن البعض، إنما تلعب دورا مهما في الإشباع الترويحي للشباب، إضافة إلى خلق فرص وظيفية دائمة أو مؤقتة كما تزيد ثقافة الشباب وتعزز من مهارات التواصل لديهم، موضحا أن مجلس الشورى أقر أكثر من 25 قرارا تدعم سياحة الشباب إضافة إلى 57 قرارا لرعاية الشباب.