توالت الكتابات المهللة والمرحبة بتكوين هيئة مكافحة الفساد والحديث عنها، ورغم أن هذه الحفاوة في الترحيب دليل على تذمر الناس من انتشار الفساد، وضرره البالغ على التنمية، وضرره على حصول المواطن على حقوقه دون أن يدهن السير، إلا أن الحفاوة بنجاح المهمة قد يكون فيه تعمية على الهدف وخداع للنفس. علينا أن نعرف صعوبة المهمة؛ لأن الفساد في شرقنا العربي متأصل في النفوس، وصار ممارسة مقبولة. الفساد في أصل تربيتنا له مسميات عدة، منها: الشطارة والفهلوة واللحلحة، ولو دققت النظر قليلا لوجدت هذه الصفات صفات نحض أولادنا عليها ليكونوا ناجحين في حياتهم العملية، ولذلك يجب على رئيس مكافحة الفساد أن يضع ذلك في اعتباره، وأن يعمل جاهدا مستعينا بكل المؤسسات لإزالة أو إضعاف هذه المفاهيم عند النشء. لقد كانت دائما عندنا قوانين صارمة ضد الفساد، لكنها لم تنجح أبدا ولا في تخفيف هذه الآفة، وفي رأيي أن أهم علاج سريع لظاهرة الفساد تحقيق وصول الفرد لحقوقه بسهولة ويسر، تبسيط الأنظمة والإجراءات، بحيث لا يضطر لإيجاد وساطات ولا فهلوة ولا رشوة لإنهاء الإجراءات الروتينية والوصول لحقوقه، وتحسين مستوى معيشة المواطن أيضا من أهم مقاومات الفساد، عندما تتقلص ولا أقول تنتفي حاجة الموظف فهو لن يمد يده لمصدر مال آخر يعينه. مكافحة الفساد حقيقة تتطلب إعادة تربية، ومع ذلك نرحب بمكافحة الفساد، ونرجو أن يكون عملها جديا يشعر الفاسدين أنهم تحت المراقبة كائنا من كانوا.. واللهم عونك. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 157 مسافة ثم الرسالة