ورقة الأمير تركي الفيصل التي ألقاها في منتدى جدة الاقتصادي أعادت إلى الأذهان ما نسيناه. لقد نسينا القرارات التي تم تطبيقها لمرة واحدة، وهي الخاصة بتدوير القيادات، وأن كل منصب إداري يتم تدويره واستبدال قيادته بعد مضي أربعة أعوام.. وذكرتنا الورقة أيضا بأن أجواء الانتخابات حدثت مرة واحدة في اختيار أعضاء المجلس البلدي... وذكرتنا الورقة أيضا بذلك النشاط الذي انتشر في المدارس والجامعات حول أهمية فتح أبواب الترشيح لكل المناشط التربوية.. المهم أن الورقة أعادت إلينا الذاكرة فيما نسيناه أو قفزنا عليه، وهي ورقة أحدثت استغرابا من قبل بعض أفراد المجتمع، كون الورقة تقترح انتخاب مجلس الشورى، ولأن الإصلاح هدف الجميع، فليس مهما من أين تأتي الأفكار، بقدر أهمية إحداث التغيير الإصلاحي. ولكونها ورقة مهمة في تعديل بعض المسارات، كان من المفترض أن تحظى بالتداول والمناقشة والدفع بها إلى صدارة الاهتمام لدى الكتاب، كونها مطلبا طالب به الكثيرون من الكتاب.. وأي فكرة تجد القبول لدى أغلب شرائح المجتمع تصبح هي الأولى بالدعم والمساندة. ومقترح انتخاب مجلس الشورى هي خطوة للوصول إلى جميع شرائح المجتمع بمختلف ميولهم، ليكونوا حاضرين في القرار النهائي الذي يصدر من هذا المجلس، بمعنى أن كل عضو منتخب سوف يمثل منتخبيه بكل طموحاتهم وأمانيهم وكذلك مطالبهم، وهذا يعني دخول 150 شخصا يمثل الواحد منهم حزمة من الأفكار والمطالب.. كما أن المنتخب لن يتراخى في أداء دوره في المجلس، لأن رغبة البقاء أو التجديد له مرتبطة بالتزامه بما حمله الناخبون من ثقة.. وعملية الانتخاب بحد ذاتها تولد شعورا جماعيا بالمشاركة والتفاعل مع ما يحدث، وتعطي أهمية للفرد داخل المجموع.. على أية حال، علينا أن نشكر الأمير تركي الفيصل على ورقته ذات العمق الإصلاحي، والتي اتجهت بقوة نحو الإصلاح الذي يمثل رغبة الجميع، وكرس له خادم الحرمين الشريفين دائما.. وشكر آخر لأنه ذكرنا بما نسينا، ودعوة أخرى لتفعيل هذه الورقة بدعمها كتابيا وإظهار أبعادها الإصلاحية على المجتمع في ظل ما يحدث عالميا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة