يحتفي ملتقى النص الذي أطلقه أدبي جدة البارحة، تحت عنوان «اللغة والإنسان»، بالأديب أحمد عبدالغفور عطار مؤسس صحيفة عكاظ عام 1379، ورئيس تحرير مجلة «كلمة الحق». ولد أحمد عبد الغفور عطار في 14/12/1334ه في مكةالمكرمة في جبل الكعبة. وكان العطار رجلا اجتماعيا وشخصية محبوبة لدى معظم الأوساط الأدبية والثقافية، حيث كرس حياته ومواهبه وطاقات نشاطه العقلي لخدمة البشرية. تلقى العطار دراسته الابتدائية في مدرسة الفائزين ثم التحق بالمعهد العلمي السعودي ليكمل مشواره التعليمي وخرج منه وعمره 18 عاما، وابتعث للدراسة في مصر والتحق بكلية دار العلوم منتسبا، وكلية الآداب مستمعا، ورجع من القاهرة بعد مرور ستة أشهر لظروفه الخاصة، وفي أثناء دراسته في المعهد شغف بالصحافة والأدب والشعر، وكتب العديد من المقالات وأصدر هو وبعض زملائه مجلة خطية أطلق عليها اسم «الشباب الناهض». التحق بالعمل الوظيفي في الأمن العام بعد عودته من مصر وفي عام 1405ه نال شهادة تقدير من الأمن العام تحت توقيع صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود. مؤسس عكاظ أسس عطار صحيفة عكاظ، وتولى رئاسة تحريرها فترة من الزمن حتى خضعت الصحافة لنظام المؤسسات، وأنشأ مطبعة حديثة لطباعة جريدته عكاظ فلما ألغيت صحافة الأفراد لتقوم صحف المؤسسات، أنشأ مؤسسة عكاظ للصحافة والنشر. كما فكر في تأسيس دار للطباعة والنشر وحصل على رخصتها رسميا تحت اسم «دار النشر للعطار» وذلك عام 1405ه. تفرغ العطار رحمه الله للأدب والصحافة والنشر فأنتج إنتاجا كبيرا في هذا المجال. كتب وألف مؤسس صحيفة عكاظ الكثير من الكتب والمؤلفات والمراجع العلمية التي وصلت إلى 100 كتاب بمقاسات مختلفة وأحجام متباينة، وموضوعات كثيرة ومختلفة، ولقد هيأ نفسه ليؤلف موسوعة إسلامية محمدية، ووضع هيكلا لتأليف موسوعة إسلامية ضخمة وفكرتها أن أخبار السموات والأرض والغيب وصلت إلينا بواسطة سيد الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وتأتي كتبه ومؤلفاته في طليعة الكتب العربية، ليس لأن أسلوبه شفافي عذب رقيق، وإنما لعمق ثقافته الواسعة وتجاربه الإنسانية المتعددة. ألف كتبا في التراث وتحقيقه، ومجموعة ضخمة من الدراسات والأبحاث العلمية المتخصصة، وجمعت تلك المجموعة بين العمق والبساطة، وكان بعض منها منهلا ومادة لدراسات متخصصة لطلاب البحث العلمي الجامعي وما فوقه. محاربة الشيوعية ذاع صيت العطار في الآفاق ووصل إلى أقصى الأرض شرقها وغربها شمالها وجنوبها، فحربه ضد الصهيونية والشيوعية جعلت منه محطا للأنظار، وترجمت بعض كتبه ومؤلفاته مما ساعد في نشر مبادئ الإسلام وقيمه وأسسه. ومقت العطار الشيوعية كما مقت الصهيونية، وحارب كل القوميات المعاصرة، وبذل كل ما في جهده فحارب على كل الجهات وبمختلف الطرق التي كتبها عن الصهيونية، وكان أول من ترجم «بروتوكولات صهيون». وألف العطار العديد من الكتب والمؤلفات عن الصهيونية منها: الشيوعية وليدة الصهيونية اليهودية والصهيونية مؤامرة صهيونية على العالم وكتب العديد من المقالات التي نشرت في الصحافة المحلية وكذلك العديد من الأبحاث العلمية والمحاضرات في الجامعات والمعاهد والأندية والجمعيات الخيرية والهيئات العالمية. مؤلفاته ومن أشهر مؤلفاته: محمد بن عبدالوهاب، الهوى والشباب (ديوان شعر)، الخراج والشرائع، أريد أن أرى الله (مجموعة قصصية)، الهجرة (مسرحية)، صقر الجزيرة (ثلاثة أجزاء)، البيان (نقد أدبي)، مقصورة ابن ديدات (بحث تاريخي أدبي)، الإسلام والشيوعية، حرب الأكاذيب، الفصحى والعامية، الإسلام طريقنا إلى الحياة، آراء في اللغة، الزحف على لغة القرآن، إنسانية الإسلام، الإسلام خاتم الأديان، ابن سعود وقضية فلسطين، الماسونية، الكعبة والكسوة منذ أربعة آلاف سنة حتى اليوم، دفاع عن الفصحى، الهجرة، جحا يستقبل نفسه (مجموعة قصصية)، والإسلام دين خاص أم عام. كما عمل على تحقيق العديد من المراجع منها: تهذيب الصحاح، ليس في كلام العرب للإمام ابن خالويه، آداب المتعلمين ورسائل أخرى في التربية الإسلامية، لابن خلدون وغيره، الصحاح. للإمام الجواهرجي سبعة أجزاء، ومقدمة تهذيب اللغة، للإمام الأزهري. توفي عطار في جدة الجمعة السابع عشر من رجب عام 1411ه عن عمر يناهز 77 عاما.