يبدو أن الخصومة بين المؤسسة العامة للتدريب التقني والفني لا تتوقف عند حدود الخصومة بينها وبين طلابها، ذلك أن ثمة خصومة أخرى تسري تحت السطح بينها وبين الأساتذة الذين يعملون فيها من حملة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه والذين تصر على أن تخلع عنهم مهمة التعليم وتحرص على أن يكونوا مدربين فحسب وبذلك يعرفون بأنفسهم ويدعونهم طلابهم أو المتدربين على أيديهم. خصومة أولئك المدربين لم تصل إلى المحاكم كما وصلت الخصومة مع الطلاب غير أنه ليس من المستبعد أن تبلغ المبلغ نفسه فيما لو لم تراجع المؤسسة تقويمها للجهد الذي يبذله العاملون فيها. وإذا لم نكن بحاجة إلى إثارة مسألة إغلاق المؤسسة لباب الابتعاث وحرمان أولئك المدربين من أي فرصة لإكمال تعليمهم والحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه، فقد نكون بحاجة للتطرق إلى قضية مكافآت المدربين الذين يكلفون بالعمل في برنامج التعليم الموازي وذلك لصلتها بما لطلاب التعليم الموازي من خصومة مع المؤسسة. ولعل من المستغرب أن تمثل الخصومتان طرفي النقيض، فإذا كان طلاب التعليم الموازي يشتكون من الرسوم الباهظة التي يدفعونها فإن المدربين يشتكون من تدني الأجور التي يتقاضونها مقابل تدريبهم أو تعليمهم لطلاب التعليم الموازي، وإذا كانت تكلفة ساعة الدراسة لطالب البكالوريوس تبلغ 800 ريال فإن أجر المدرب الذي يدرب فصلا كاملا لا يتجاوز المائة والخمسين ريالا للساعة الواحدة، سواء كان يحمل شهادة البكالوريوس أو الماجستير أو الدكتوراه، علما أنها كانت 100 ريال لحامل البكالوريوس و150 ريالا لحامل الماجستير و200 ريال لحامل الدكتوراه. الأسوأ من ذلك يتمثل في تعطيل المؤسسة تسليم أولئك المدربين أجورهم إذا لا يزال المدربون في كليات بيشة و جيزان ووادي الدواسر والجوف بانتظار صرف تلك الحقوق ولا تزال المؤسسة تعتذر بانتظار دعم البند. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة