لم يعد من المقبول في عصر الانفتاح الإعلامي والتكنولوجي تقبل نوعية الأعذار التي يطلقها «بعض المسؤولين» في زمن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حفظه الله أصبحت خدمة المواطن فوق أي عذر أو تأخير. عندما يخرج المتحدث الرسمي لوزارة الخدمة المدنية ليبرر ما حدث لأبنائنا العاطلين الباحثين عن عمل من موقع «جدارة» وما عانوه أشد المعاناة طوال الأيام الماضية ليبرر ما حصل لموقع «جدارة» من أنه بطء وليس عطلا، مع أن ما حصل يستحق الاعتذار لا التبرير، الأعطال الدائمة التي مر بها موقع «جدارة» لا تليق بموقع ينشئه هاوي إنشاء مواقع فكيف بوزارة مهمة وفاعلة وتعرف أن هذا الموقع هو واجهة حضارية تعبر عن نجاح وفشل من يقف خلفه. يقول الأخ المتحدث عن وزارة العمل إنهم كانوا يتوقعون أن يكون هناك «بطء في النظام»، والحقيقة أن الذي حصل لموقع جدارة لم يكن بطئا، بل كان عطلا، وإن كانت الخدمة المدنية لا تعرف أن «البطء» الذي لا يسمح لك بدخول الموقع ويجعلك أياما تحاول أن تدخله ولا تستطيع يسمى عطلا يجب إصلاحه فهذا عطل آخر يخص الفكر الإداري لوزارة الخدمة المدنية ويجب إصلاحه فورا، وهو بالمناسبة أشد خطورة مما أصاب موقعهم. كنت أتوقع أن الموقع تعطل نظرا لانكباب أكثر من مليون مستخدم عليه فصعقت أن عدد المتقدمين لم يتجاوز المائة ألف سوى بعدد قليل، إن كانت الخدمة المدنية لا تعرف قبل إنشاء موقع جدارة أن موقعها سيستقبل آلاف المسجلين بمجرد تدشينه فهذا عطل آخر يخص الفكر الإداري! للأسف أن الكثير من وزاراتنا لا تهتم كثيرا بمواقعها على الإنترنت، وتأتي هذه المواقع في ذيل قائمة اهتماماتها، بل إنهم لايأبهون كثيرا في حالة تعرضها لبطء أو عطل، وتجد أن تفاعلهم في إيجاد حل سريع لا يكاد يذكر. كنت أتمنى من الأخ المتحدث باسم الخدمة المدنية قبل أن يخرج للصحف مبررا فشل موقع جدارة أنه تصفح «الإنترنت» قليلا وحاول أن يقرأ ردود أفعال من حاولوا التعامل مع موقع «جدارة»، كنت أتمنى منه أن حاول هو بنفسه أن يسجل كأحد العاطلين في موقعه ليرى بعينيه مدى فشل الموقع، ويحسب كم مرة تصدمه هذه العبارة «لكثرة مستخدمي النظام حاليا الرجاء المحاولة لاحقا» مكتوبة باللون الأحمر ولا تحمل حتى أية كلمة اعتذار. إن مستخدمي النظام ياوزارتنا الموقرة يستحقون اهتماما أكثر! [email protected]