عرفت الأستاذ سعد بن عبدالرحمن الدريهم منذ ما يقرب من نصف قرن، وبالتحديد عندما كان طالبا في جامعة الملك سعود في الرياض – كلية الآداب، قسم الجغرافيا عام 1384ه، وأعتقد أنها السنة الأخيرة إذ تخرج في السنة التالية، ورغب في العمل مدرسا في مسقط رأسه في المدرسة المتوسطة في عام 1391ه، افتتحت أول مدرسة ثانوية في الخرج فعين مديرا لها. وقبل ذلك وعند إنشاء نادي الطليعة الرياضي – سمي فيما بعد بنادي الشرق – كنت مع مجموعة من شباب الدلم نتجمع عصر أيام الخميس من عامي 1385ه - 1386ه وبالذات خلال فصل الصيف لنذهب سويا لنساهم في بناء النادي، فكنا نخلط الطين ونناول اللبن ونساعد في تقشير العسبان وصف الجريد في السقف مستعينين في ذلك بالإنارة الشحيحة من كهرباء أو أتريك القاز، وكنا ننام بعد تناول طعام العشاء على أحد الكثبان الرملية (الطعوس) المحيطة بالدلم وفي الصباح نذهب إلى المشتل بالسيح كونه المتنفس الوحيد وقتها لأهالي الخرج والقادمين من الرياض حيث السباحة بالبركة الشهيرة وطبخ الغداء ونقضي به سحابة يومنا، ثم نعود مع غروب الشمس إلى الرياض. وكان سعد الدريهم يرافقنا في المشتل يعود بعدها للدلم حيث عمله ومواصلة نشاطه في النادي. تولى فيما بعد رئاسة بلدية الدلم ثم بلدية منطقة الخرج فإدارة المياه والصرف الصحي، إلى جانب اهتمامه بالزراعة كمشروع شخصي فيما بعد. لقد عرفت فيه الوفاء والصدق ومحبة الجميع، لم أسمعه يوما متبرما أو منتقدا أحدا حتى لو اختلف معه، فقد كان محبا ومحبوبا من الجميع، كثيرا ما يحضر للرياض ليشارك أصدقاءه ومعارفه أفراحهم وأتراحهم لا يستصعب بعد المسافة أو سوء الطقس، يهتم بالمناسبات ويحرص على حضورها، والقيام بالواجب ومتابعة مطالب وقضايا الخرج في الدوائر الحكومية وغيرها. لقد عرفت فيه الصفات الحميدة والأخلاق العالية والتواضع الجم. فعند انتقال عملي إلى مناطق مختلفة من المملكة كان يراسلني ويسأل عن أخباري ويتقصى، وهكذا اهتمامه بكل معارفه. وبعد استقرار عملي في الرياض بعد تنقل نحو عشر سنوات، استجاب لدعوتي له بالمشاركة في سلسلة (هذه بلادنا) بالكتابة عن منطقة الخرج تاريخيا وجغرافيا مع استعراض أوضاعها الاجتماعي وما تتصف به وتمتاز. وبعد ذلك دعوته لزيارتي في مكتبة الملك فهد الوطنية قبل سبع سنوات، حيث سجلت معه شيئا من سيرته ومسيرته الحياتية ضمن برنامج (التاريخ الشفهي للمملكة)، وذلك بعد إلحاح، وسمعت منه قبل ذلك رغبته في تأسيس صالون أدبي في الدلم يقام غرة كل شهر ويدعو له المهتمين من الأهالي والمسؤولين ويطرح فيه بعض قضايا وهموم ومطالب البلد، وتناول المواضيع الثقافية المختلفة.. وعرفت أنه أقامه فعلا، وكان يسألني عن إمكانية استضافة الرائد عبدالكريم الجهيمان، وبالذات بعد إنشائه المدرسة المتوسطة في السهباء والتي تحمل اسمه. ولكن هذا المشروع أو الصالون قد توقف بسبب ما تعرض له في السنوات الأخيرة من عارض صحي ألم به وهو ما يسمى (الزهايمر) والذي أتمنى له الشفاء منه والعافية، وأن يعود كما عهدناه ليستأنف المسيرة بنشاطه وحيويته. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 143 مسافة ثم الرسالة