• أعيش مشكلة حولت ليلي نهارا ونهاري ليلا، فطفلي الذي لم يتجاوز 12عاما، أشعر أنني غير قادرة على التعامل معه، وأنه يحتاج إلى تعامل خاص في تربيته، خاصة أنه دائما يقول إنني لا أمنحه الحب والحنان وإنني أقسو عليه كلما أخطأ، بالرغم من قسوتي عليه لا يمكن أن تصل إلى القسوة التي تعرضنا إليها في صغرنا والتي جعلتنا نحترم الكبير ونقدر الصغير ولا نقول أف لوالدينا، لجأت إليكم باحثة عن حل أستطيع من خلاله التغلب على مشكلتي مع طفلي خاصة وأنني كلما أخطأ أحد أبنائي لجأت إلى ضربه والصراخ في وجهه ثم البكاء والندم على ما فعلت والاعتذار منه، فهل هذه الطريقة صحيحة في تربية الأبناء؟ أم سعدي الطائف مشكلتك متعددة الأوجه ولكن أجزاءها ترتبط بخيط واحد هو خيط التربية القديمة التي تربيت عليها، لذا فأنت تخشين أن تربي أبناءك بطريقة مغايرة للطريقة التي نشأت عليها، علما بأنك لست مرتاحة لتلك الطريقة، وعليه فأنت بحاجة ماسة لمراجعة بعض الأفكار التي تحملينها عن العلاقة بين الأم وأبنائها، وطالما أنك لست مرتاحة للطريقة التي تمت تربيتك عليها فلا ينبغي أن تتمسكي بها، كل ما تحتاجين إليه من حيث المبدأ أن تتصوري نفسك حين كنت تتعرضين لقسوة والدك أو والدتك، هل كنت تشعرين بالراحة آنذاك؟ بالتأكيد لم تكوني مرتاحة، لذا حاولي القراءة حول طرق تربية الأبناء، واحرصي على إلغاء القسوة والعنف من معجم المفردات التربوية التي تستخدمينها مع أبنائك، أما عن ادعاء طفلك أنك لا تعطينه الحنان المطلوب هو أمر لا ينبغي أن يدعوك للشعور بالخجل أو الضيق، فالواضح أن ولدك بحاجة ماسة لحبك وحنانك وهو يحاول التقرب منك، لذا جاريه وامنحيه هذا الحب ودعيه يستلقي بجانبك ويجلس في حضنك وقبليه واحضنيه فهذا كله من وسائل تقليل قلقه وشعوره بالأمن والطمأنينة، احرصي على تقبيل أبنائك وهم نيام واحرصي على تغطيتهم، وقولي لهم إنك تحبينهم، وأفضل طريقة للبدء مع أبنائك أن تعتذري لهم عما بدر منك من عنف وقسوة بحقهم طوال الفترة الماضية، شريطة أن تتوقفي عن القسوة بكل صورها وأشكالها.