• أنا أم لخمسة من الأبناء (ثلاث بنات وولدين) أكبرهم في ال17 من عمره وأصغرهن بنت في الثالثة من عمرها، لم أكن أشتكي من صعوبة في التعامل مع أبنائي ولكن مع الوقت بدأت أشعر أنني أجد صعوبة في متابعة تصرفاتهم وفي إقناعهم على تنفيذ بعض الأشياء خاصة إذا كانت تتعلق بسلوكهم داخل المنزل، وعنادهم هذا يجعلني في كثير من الأحيان أريد أن أضربهم وأن أقسو عليهم، وأن لا أنفذ لهم طلباتهم، لكني حينما أجلس مع نفسي واسترجع الأحداث أجد أن أبنائي كغيرهم من هذا الجيل طلباته تختلف عن طلباتنا وحتى رغباتهم تختلف عما كنا نريده في أيامنا، ورغم عدم قناعتي وحتى لا أفقدهم، هل أواقف على تنفيذ كل طلباتهم؟ أم منصور الرياض أن نجبر أبناءنا على تنفيذ كل ما نريد بالعنف والقسوة والقهر أمر غير مطلوب، ومع أننا ربينا على التربية بالقهر وضبط السلوك من خلال العنف وأجبرنا ونحن صغار على كثير من الأمور التي كان ينبغي أن نمارسها حبا وقناعة، إلا أن نظام التربية الذي خضعنا له فيه الكثير من الخلل وآن الأوان لنا أن نعدل تلك الطرق حين نربي أبناءنا وأن لا نبقي منها إلا ما كان صحيحا، ولك أن تتذكري أن أنس بن مالك يقول إنه خدم النبي عليه الصلاة والسلام عشر سنين لم يقل له قط عن فعل فعله لم فعلته، ولا عن فعل قط تركه لم تركته، والسؤال الذي أطرحه عليك، كيف ربى النبي عليه الصلاة والسلام أنس إذا؟ لاشك أنه رباه بطريقة تجعله يندفع لأداء أعماله بدون إكراه، وهناك مسألة مهمة أخرى تكمن في أن الله تباركت أسماؤه يقرر الآتي: لا إكراه في الدين، فإن كان الدين وهو مناط نجاتنا في الدنيا والآخرة ينبغي أن يكون بدون إكراه، فكيف لنا أن نربي أبناءنا بدون هذا الإكراه؟ هناك العديد من الطرق من أهمها التربية بالحب، فهي نوع من التربية تقوم على الحب الذي إن رسخ في نفس الطفل فإنه يجعله حريصا على عدم خسارته له، وعندها من السهل أن تقولي لطفلك: هذا رأيي وافعل ما تراه مناسبا، فإن هو جرب ما هو مناسب من وجهة نظره وكانت النتائج خلاف المتوقع فسيعرف أنك أنت على حق وهو على خطأ، فإن جاءك فاحرصي على عدم ملامته وعتابه، واحرصي أن لا تظهري له أنه غبي لا يعرف ما ينبغي فعله، وإنما ذكريه بأنه إن كان حريصا على النجاح فعليه أن يراجع خطته التي أوصلته إلى عدم النجاح، ربما كانت هذه الطريقة بحاجة لمزيد من الإيضاح ولكنني أعتقد أن هذه النقاط البسيطة ستساعدك على تعديل طريقة تربيتك وبالتالي ستجدين نتائجها أفضل بكثير من طريقة التربية بالإكراه.