• تراوح أعمار أبنائي بين 6 9 سنوات، والمؤسف أنني ربيتهم تربية قاسية وخالية تقريبا من الحب، فقد كنت أتمنن عليهم بما أقدمه لهم، وأتحكم بهم، وأستخدم معهم أساليب عقاب قاسية جدا، ولا أتواني في أن أعاقبهم وبشدة أمام الآخرين. ولأني أشعر حاليا أنني قد أخطأت في حق أبنائي وتسببت لهم في الأذى ولم أمنحهم أي حب، ولرغبتي في تعويضهم ما فاتهم من حب، هل أستطيع أن أعوضهم، وهل سيتقبلون حبي لهم بعد كل هذه السنين؟ أم يارا نجران تلك التربية التي ربيت بها أبناءك من الواضح أنها كانت خاطئة، كما أكدت ذلك وأوضحته في رسالتك، وبداية تصحيح الوضع تكون باعتذارك لهم عن كل الأخطاء السابقة التي وقعت بها في حقهم، ولا تخشي إطلاقا من مثل هذا الاعتذار، شريطة أن يكون في سلوكك معهم في المرحلة المقبلة ما يعين على نسيانهم لآثار تلك الحقبة القاسية من تربيتك لهم. وهذا يتطلب منك أن تبدئي أولا بالقراءة وحضور الدورات ورفع كفاءتك في مجال تربية أبنائك، لأن الاعتذار والنوايا الطيبة دون أن تكوني مهيأة للمرحلة الجديدة سيعيدك لاقتراف الأخطاء ذاتها، ولكن بعد الاعتذار ستكون آثارها أكثر سوءا. أما إن سألت هل بالإمكان أن نتفادى الآثار السلبية لتلك الفترة، فأقول بالتأكيد ستكون النتائج مستقبلا أفضل بكثير من النتائج التي ستترتب على استمرار القسوة والمن والعقاب أمام الآخرين، لذا سارعي بالتعلم وبعدها اعتذري لهم، ثم استمري في سلوك الطريق الصحيح للتعامل معهم، وبصفة خاصة التربية بالحب، فهي وحدها القادرة بإذن الله على محو آثار كل الأساليب الخاطئة لتربيتك لهم في الفترة الماضية.