سمع دوي مضادات أرضية وانفجارات عديدة صباح أمس في طرابلس، فيما أكد التحالف الدولي أنه تم تعطيل قدرات الطيران الحربي الليبي في اليوم السادس للتدخل العسكري للتحالف الذي سيواصل ضرباته الجوية في ليبيا بحسب ما أعلنت فرنسا. وأفاد إعلاميون أنهم سمعوا دوي مضادات أرضية وعدة انفجارات قوية فجرا في العاصمة الليبية، لكن دون أن يتسنى له تحديد مصدر هذه الانفجارات. وكانت قوات التحالف الدولي شنت البارحة الأولى غارات جوية على طرابلس، كما أوضح الإعلاميون الذين أكدوا سماع أصوات مقاتلات تحلق في سماء العاصمة ونيران المضادات الأرضية تنطلق بغزارة وتضيء سماء طرابلس. وذكر شهود عيان سماع دوى انفجار كبير في قاعدة تابعة لسلاح البر الليبي في منطقة تاجوراء (32 كلم شرقي طرابلس) البارحة الأولى، أعقبه اندلاع النيران في القاعدة. وأكدت وكالة الأنباء الليبية الرسمية من جهتها أن الغارات التي شنها التحالف على الضاحية الشرقيةلطرابلس استهدفت حيا سكنيا، وأوقعت عددا كبيرا من القتلى المدنيين. ولفت وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس إلى أن التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة، فرنسا، وبريطانيا، سيواصل الغارات الجوية على أهداف عسكرية في ليبيا. وقال الوزير «سنواصل الضربات الجوية، ونحن نستهدف الإمكانات العسكرية ولا شيء آخر». واسترسل: «سيستمر ذلك طالما لزم الأمر»، معتبرا أن بداية العمليات منذ السبت شكلت «نجاحا». وذكر بأن الهدف هو حماية السكان المدنيين. وردا على سؤال حول القصف الذي طال مدنيين، قال جوبيه نقلا عن عسكريين إن ما حصل هو «العكس تماما». وذكر الوزير أخيرا أن فرنسا تؤيد إعطاء حلف شمال الأطلسي مسؤولية فرض احترام منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا، كما أعلن الحلف جاهزيته لذلك. والدور المحدد لحلف شمال الأطلسي في العملية العسكرية يتضح ببطء، بعد أيام من المناقشات التي كانت محتدمة في بعض الأحيان، لكنها لم تؤد إلى نتيجة نهائية، ومن المرتقب عقد اجتماع جديد للدول الأعضاء ال28 في الحلف. ولم تتمكن دول الحلف من الاتفاق على توليه قيادة منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا. ورفضت تركيا إعطاء موافقتها، وطالبت مسبقا بوقف عمليات القصف في ليبيا، وهو ما ترفضه باريس. والحلف الأطلسي مكلف في الوقت الراهن بمراقبة الحظر على الأسلحة المتجهة إلى ليبيا، فيما بدأت ست سفن حربية تابعة للحلف بتنظيم دوريات قبالة ليبيا. وأوكلت القيادة السياسية للتدخل لمجموعة اتصال تضم الولاياتالمتحدة، فرنسا، بريطانيا، والدول المشاركة في العملية وبينها دول عربية، ومن المقرر أن تعقد أول اجتماع لها الثلاثاء في لندن. ونفذت طائرات التحالف 97 طلعة في الساعات ال 24 الماضية، وضربت دبابات وبطاريات مضادات أرضية، كما أعلنت القوات الأمريكية، فيما أعلن الضابط الكبير في سلاح الجو البريطاني غريغ باغويل لوسائل إعلام بريطانية أن الطيران الليبي «لم يعد موجودا كقوة قتالية». وأوضح مساعد قائد العمليات للتحالف الأميرال الأمريكي جيرار هوبر أن طائرات التحالف تمارس الضغط على القوات البرية للقذافي التي تهدد المدن. وأعلن وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس في القاهرة أن ليس هناك جدول زمني لانتهاء العمليات. لكن رغم التدخل الدولي، اشتدت المعارك الأربعاء في عدة مدن بين الثوار وقوات القذافي. وقصفت القوات الحكومة المستشفى الرئيس ومنازل في مصراتة، ثالث مدينة في ليبيا، على بعد 200 كلم شرق طرابلس وفق شاهد وناطق من الثوار في اتصال هاتفي. لكن التحالف شن الأربعاء ضربات ضد قوات القذافي ولا سيما في مصراتة. ونفى نائب وزير الخارجية الليبي خالد كعيم وقوع أية عملية عسكرية في مصراتة، مكررا القول إن النظام يحترم اتفاق وقف إطلاق النار الذي فرض عبر قرار مجلس الأمن الدولي.