في قراءة تحليلة فكرية بين المشرف على كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري في جامعة الملك سعود الدكتور خالد الدريس أن الأوامر الملكية أكسبت المملكة قوة مضافة على قوتها الدولية السابقة، فقد تأكد للجميع خاصة لمن هم في الخارج من أصحاب الرؤى والتنبؤات السطحية أن حساباتهم كانت بعيدة عن فهم الخارطة الفكرية للمجتمع السعودي شعبا وقيادة. وأضاف «لقد خاب ظن المرجفين المروجين للشائعات المنتظرين بحقد إلى جمعة سول لهم فيها شيطانهم بزخرف قوله وزيف منطقه أنها الموعد الحتمي لاندلاع اضطرابات على غرار ما حدث في بعض البلاد العربية الشقيقة، ومرت الجمعة بهدوء وطمأنينة مما أذهل أولئك ومن أصاخ لهم من بني جلدتنا سمعه وأجر عقله وظن بنا الظنون». وزاد الدريس «لم يمض يومان حتى نوّه الأمير نايف بن عبدالعزيز في لقاء عام مشهود بعد جمعة التلاحم حين قال «إن الشعب السعودي رفع رأسنا، وفي جمعة الخير الماضية توج خادم الحرمين الشريفين ذلك الحب المتبادل بين الشعب وولاة أمره بسلسلة عشرينية من القرارات التاريخية المؤثرة والمتنوعة». ولاحظ الدريس أن الملفت لنظر المتابعين التأكيد الجلي والواضح من قبله على أهمية دور العلماء في حفظ الأمن الفكري والاجتماعي للدولة، وحرصه على دعم مكانتهم وتقويتها مع تطوير وتوسيع لمشاركتهم الاجتماعية، فضلا عن القرارات الأخرى التي حقنت المناشط الدعوية والخيرية بمساندة مالية تمكنها من ممارسة دورها المهم في تغذية القوة الإيمانية المعتدلة للمجتمع السعودي. وشدد الدريس على أن السعودية قيادة وشعبا سطرت بتلاحم مكوناتها الأساسية صفحات لا يمكن أن ينساها التاريخ الحديث، مشيرا إلى أنه قد تأكد للمراقبين أن العقد الاجتماعي الذي حاك خيوطه الأولى الإمامان محمد بن سعود ومحمد بن عبدالوهاب قبل ثلاثة قرون لا زال مستمرا لم تنل منه السنون ولا الأيام. ورأى المشرف على كرسي الأمير نايف أن هذه القرارات التاريخية تجدد التأكيد على ذلك العقد الاجتماعي بهويته الدينية وواسطة العقد فيه تحكيم الشريعة الإسلامية، ذلك العقد لم يزل محتفظا بحيويته وهويته وبتفرده الذي لا نظير له على مستوى العالم، مؤكدا على أن هذه الأسباب هي سر قوتنا، وهو ما يجهله المحللون الخارجيون ويعسر عليهم فهمه أو إدراكه بعد تفاجئهم بحجم التلاحم والحميمية والتناغم الواعي المحترم بين الشعب وقيادته في الأسبوعين الماضيين.