اختتمت ظهر أمس (الثلثاء) المجموعة الأولى من لقاءات الاستراتيجية الوطنية للأمن الفكري في مقر كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمن الفكري في جامعة الملك سعود مع الجهات الحكومية المعنية التي تعاونت مع فريق الاستراتيجية المكلف. وأوضح الدكتور خالد الدريس المشرف على الكرسي أن هذه اللقاءات تناقش أربعة محاور رئيسية بمتابعة من مدير الجامعة المشرف العام على الاستراتيجية الدكتور عبدالله العثمان، إذ خصص اليوم الأول للاستماع إلى مرئيات بعض القيادات الأمنية في وزارة الداخلية، ثم اليوم الثاني للمحور الديني الإرشادي بمشاركة الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء ووزارة الشؤون الإسلامية والرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووزارة العدل، وخصص اليوم الثالث للمحور التربوي التعليمي، والرابع للمحور الاجتماعي والمحور الإعلامي الثقافي بمشاركة وزارة الإعلام ووزارة الشؤون الاجتماعية والرئاسة العامة لرعاية الشباب ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. مشيراً إلى أن هذه اللقاءات تأتي استكمالاً لما بدأه الكرسي قبل نحو سنة من التواصل مع الجهات الحكومية بناء على خطابات وجهها النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز إلى 16 جهة لتسهيل مهمة فريق الاستراتيجية في جمع المعلومات والتعاون في عقد فعاليات لبناء رؤية وطنية تمكن من صياغة استراتيجية متكاملة تأخذ بجميع المتغيرات ذات العلاقة بالظواهر المرتبطة بتربية النشء والتوعية والتثقيف في مختلف المجالات، سعياً إلى مواجهة تيارات التطرف والانحراف الفكري المهددة لأمن الوطن والمواطن. وأكد الدكتور الدريس أن بناء هذه الاستراتيجية مرَّ بأربع مراحل، إذ تم الانتهاء من المراحل الأولى وهي مرحلة التأسيس ثم التشخيص ثم الصياغة والآن تم الشروع في المرحلة الرابعة والأخيرة، والتي تعنى بالتقويم وتختص بتقويم النسخة الأولية من الاستراتيجية بالاستماع إلى الجهات التي شاركت مع الكرسي في مرحلة التشخيص خاصة، وأمدته بالبحوث والدراسات وأجابت عن الأسئلة الموجهة من خلال نماذج خاصة أعدت لذلك تتناول نقاط القوة والضعف والخطط المستقبلية التي تتبناها كل جهة في مواجهة المخاطر المهددة للأمن الفكري. وشدّد الدكتور الدريس على أهمية هذه المرحلة كونها ستُخضِع ما تم إنجازه من أقسام الاستراتيجية إلى تقويم ممثلي الجهات المعنية والاستماع إلى مرئياتهم ومقترحاتهم، لتتم مراجعة الاستراتيجية في ضوء ذلك، ومن ثم ترسل النسخة المعدلة إلى التحكيم العلمي وفق نموذج معد لذلك، إذ ستجرى التعديلات اللازمة بعد وصول آراء المحكمين، تمهيداً لرفع الاستراتيجية في صورتها النهائية للنائب الثاني الذي أحاط الكرسي برعايته الدائمة وبتوجيهاته السديدة ومساندته المستمرة التي كانت بعد توفيق الله، خير معين على تجاوز التحديات والصعوبات.