أسقطت الأجهزة الأمنية عصابة لتهريب المواد البترولية إلى دولة خليجية، بعد أن نجحت شعبة التحريات والبحث الجنائي في شرطة جدة في دهم موقع كبير جنوبي جدة لتجميع المواد البترولية، يعمل على تفريغ هذه المواد من خزان ضخم في شحنات مختلفة الأوزان، ومن ثم تهريبها إلى الخارج عن طريق كونتينرات شحن، تجري حاليا متابعتها ومعرفة المتورطين فيها. وكانت «جنائية» جدة تلقت معلومات بحثية عن عمالة آسيوية وعربية تجمع المواد البترولية بطرق مخالفة للنظام، عن طريق التواطؤ مع سائقي ناقلات من جنسيات مختلفة، يحولون مسار صهاريج البترول القادمة من رابغ إلى الموقع، بدلا من تفريغها في محطات الوقود، وكشفت المراقبة الأمنية التي استمرت عدة أيام، أن الحوش يعج بمواد بترولية، في ظل وجود شاحنة تفرغ حمولتها داخل خزانات في الموقع نفسه قبل أن تغادره. أعمال المراقبة استمرت فترة من الزمن بهدف ضبط كل المتورطين في القضية، وعند ساعة الصفر تحركت قوة من شعبة التحريات والبحث الجنائي، بمتابعة مدير شرطة جدة، في إطار اهتمامه بضبط كامل عناصر الشبكة لتقديمهم للجهات المعنية، بعد إلقاء القبض عليهم متلبسين بالجرم، وهو ما تحقق بعد تطويق الحوش الذي تتجاوز مساحته 5000 متر مربع، وكان بداخله كل أفراد العصابة، ويعج بالكونتينرات الخاصة بالشحن والشاحنات والآليات التي تستخدم في حملها ونقلها بعد تعبئتها بالبترول. فريق التحقيق والمتابعة توصل إلى أن هذا الحوش ما هو إلا واجهة يجري عبرها تهريب المواد البترولية، من قبل بعض الأشخاص من جنسيات مختلفة، حيث تدخل صهاريج بترولية إلى الموقع معبأة، وتخرج بعد فترة عقب تفريغ كامل حمولتها في براميل معدنية، وبعد ذلك تنقل عشرات البراميل إلى الميناء لتصديرها إلى الخارج، وهذا عمل مخالف، كون العمالة لا يحق لها تصدير المواد البترولية، وهناك جهة معنية هي التي تختص بأعمال التصدير، ومرخص لها من قبل الجهات المعنية في المملكة، وبلغ عدد المخالفين ستة، أحدهم قائد ناقلة مواد بترولية، واعترف غالبية المخالفين بأنهم يعملون على تعبئة المواد البترولية في شحنات صغيرة، توضع داخل مقطورات تنقلها إلى ميناء جدة الإسلامي، مشيرين إلى أنهم اختاروا الحوش في الخمرة كونها منطقة قليلة الحركة، ونائية لا يوجد فيها عدد كبير من السكان. من جانبه، بين الناطق الإعلامي لشرطة جدة العميد مسفر بن داخل الجعيد، أن التحقيقات مع هؤلاء الأشخاص لا تزال تتواصل لكشف كافة الأطراف المتورطة. وأكد على أصحاب العقارات مراقبتها، وعدم ترك الحبل على الغارب أمام ذوي النفوس الضعيفة، مشيرا إلى أن التوسع سيستمر في التحقيق، لكشف كامل الحقائق، مبينا أن المتورطين سيحالون للجهات المعنية للتنسيق مع جهات الاختصاص. وأضاف «سنوقف كل المتورطين، ممن تثبت علاقتهم بالموقع، وجلب المواد البترولية إليه». وزاد: ضبطت كميات كبيرة من المواد البترولية في الموقع الذي يخلو من كل وسائل السلامة والإطفاء، حيث كانت هذه المواد موضوعة بطريقة عشوائية، قد ينجم عنها حادث في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة. وبين أنه كان من الممكن أن تتحول هذه البراميل إلى قنابل موقوتة بما تحمله من مواد بترولية، وقال «هناك جهات معينة، معنية بحفظ هذه المواد دون غيرها من الجهات الأخرى».