شعور محبط ذلك الذي يخيم على جماهير الأهلي، وحينما أقول محبط فأعني بالطبع حجم التراكمات المتوالية التي دائما ما تتوغل دهاليز كل عاشق مرتبط بهذا الكيان، غير أن المشهد الحزين الذي انتاب أنصار هذا النادي في الوقت الراهن، دخل مرحلة متقدمة استوعبت كل التبريرات المنطقية وغير المنطقية والانفعالية وغير الانفعالية ولكنها في النهاية سجلت وب «عفوية تامة» احتجاجا راقيا على واقع ناديها مثل ما سجلت قبل ذلك تميزا أكثر رقيا وب «أولوية» أجبرت كافة المنتسبين للوسط الرياضي على الإنصات لنشيد «لك العهد والعشق والانتماء» الذي أعادت من خلاله جماهير الأهلي صياغة التشجيع في الملاعب. لن اختزل تقييم المشهد الأهلاوي وإفرازات الإحباط التي أحاطت محبيه في نتيجة مباراة التعاون فقط إذا ما رغبنا في تشريح واقع الأهلي بشيء من المنطق وليس بالعاطفة، لأن الواقع ذاته يؤكد وبشبة إجماع أن موسم الأهلي كله أخطاء في أخطاء والوقت لا يسعنا أن نعيد سردها لكونها كتابا مفتوحا. لن أبسط من واقع الأهلي «الكوارثي»، ولكني مؤمن أن عاطفة جماهيره منت نفسها وتأملت الشيء الكثير على عودة فريقها وصدمت بالمردود وهو الشعور الذي قاد بعضها ليضع يده على الجرح، ودفع البعض الآخر منها البحث عن «ضحية» تستوعب انتقاداتها وانفعالاتها، وفرض على الفئة الثالثة فقدان حاسة التفكير والصمت أمام الأسئلة الخاصة بمستقبل النادي المالي في وقت تمثل فيه المادة عصب الرياضة. مؤمن أيضا بأن من يبني قاعدته على خطأ فلن تخرج محصلته عن ذات الخطا، وهي المعادلة التي حاصرت الأهلي الذي إن أراد أن يحيد عنها ليقف على قدميه منافسا كبيرا فلا بد أن يكسر كارزيما «الترقيع» وتقطيب العيوب بعد أن تطير الطيور بأرزاقها، ولكنه وأنصاره مطالبون قبل ذلك بإزالة ترسبات الإحباطات والتراكمات التي تملكتهم لكون تبعاتها وآلية التعاطي معها خرجت الآن عن المألوف وعن إطارها الرياضي، وتطورت لتستقر في النفوس ولتحدث ما هو أكبر من فقدان الثقة والتوتر بل لدرجة تجعل الانتقادات تحضر حتى لو «بأثر رجعي» وتحرض اللامنطق على المنطق. بصراحة .. متفاجئ حد الدهشة ليس على واقع الأهلي ونتائجه التي قد تتغير اليوم أو غدا، ولكني متفاجئ من الاستسلام أمام الانهزامية والإحباط الذي تملك منسوبيه وجماهيره التي تردد «وعبر الزمان سنمضي معا». غِيرة ما بعد «البيزنس» كنت أتمنى من محمد عبدالجواد المحلل وليس اللاعب، أن يترجم غيرته على ناديه بالتواصل والنصح للإدارة في إطار البيت أو الأسرة الواحدة إذا ما آمنا أن شعور الغيرة موجود في الأصل، لا أن يستثمر منبره الإعلامي لينشر غسيل الأهلي ويتهكم في مسيريه ويدخل في الغيبيات والنوايا بعد الخسائر. لست هنا لأجرد عبدالجواد من أهلاويته أو استكثر عليه حقه كلاعب سابق في الانتقاد، ولكني استغرب أن يتباكى على اللاعبين الذين غادروا النادي، ويسقط عمدا الثنائي إبراهيم سويد وخالد قهوجي لكونه كان الوسيط في انتقالهما للاتحاد، بالإضافة لاستغرابي الآخر من عدم استعانة أية إدارة أهلاوية بخدماته طيلة ال15 عاما الماضية؛ لأن علاقة الدولي السابق مع ناديه انحصرت في «البيزنس» الذي يكفل له كوسيط غايته الأهم، قبل أن تتغير بعد ذلك نوعية العلاقة بعد سحب رخصته الدولية ويعود مكرها للمربع الأول؛ لأن مواصفات الوسيط تحتم عليه عدم الاعتراف بالميول بل بالنسب المئوية. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 219 مسافة ثم الرسالة