سعادة رئيس تحرير صحيفة عكاظ الموقر السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، لقد عودتنا صحيفة عكاظ على التميز دائما.. فكانت قريبة من هموم الناس وناقلا إعلاميا أمينا لمعاناتهم، ولقد سرني وأعضاء الجمعية الوطنية للمتقاعدين ما نشرته الصحيفة بقلم الكاتب القدير الدكتور بدر بن أحمد كريم يوم الاثنين 2/4/1432ه بعنوان «المتقاعدون يا خادم الحرمين الشريفين» والذي بادر فيه برفع المعاناة إلى «ملك الإنسانية» الذي عود شعبه على الحب والوفاء. فلقد جاءت المقالة معبرة عن هموم شريحة غالية من أبناء الوطن وبناته وهم المتقاعدون والمتقاعدات الذين أفنوا حياتهم في الكد والجهد لخدمة وطنهم وأصبحوا ينتظرون من مؤسساتنا رد الجميل والوفاء لهم نظير ما قدموه، إلا أن المتتبع لأحوال المتقاعدين حاليا ليجد معاناتهم واضحة للعيان، فالديون تحاصرهم والإيجارات تمزق مدخراتهم وغلاء المعيشة يستنزف جيوبهم، ويقابلهم المجتمع بكل مؤسساته بالجحود والنكران، فلا يقبلون لهم كفالة وشركات تأجير السيارات ترفض تؤجرهم، فضلا عن عدم تقدير كبر سنهم واحترام شيخوختهم، حتى أصبح التقاعد كابوسا يطارد الناس، حيث أضحت النظرة إلى هذه المرحلة تمثل في الأذهان مرحلة انتظار للموت؛ بسبب ما يعانيه المتقاعد وما يلقه من إهمال من غالبية من كلفوا برعايته ومن هم الأولى بتقديم العون له ومن فرط الإنكار للمتقاعد ومكانته أطلق عليه صفة الميت القاعد حتى أصبح هذا اصطلاحا للتندر بما آل إليه مصير المتقاعد المنسي. إن من الشواهد في هذا الأمر ما لمسته جمعية المتقاعدين بكافة فروعها المنتشرة في المملكة من قلة وجود الخدمات المخصصة لهم ومن الأحوال المعيشية السيئة التي يعانيها غالبيتهم، فهناك متقاعدون كثر مثقلة كواهلهم بالديون ولحاجتهم الدائمة للاقتراض؛ لأن معاشاتهم التقاعدية الشهرية ضعيفة جدا لا تسد حاجات أسرهم الكبيرة والأسعار للمواد الغذائية الأساسية في ازدياد، فضلا عن إيجارات العقارات التي تقصم ظهورهم. وبالرغم من أن المتقاعدين حصلوا على بدل غلاء معيشة مضافا إلى رواتبهم إلا أنه لكثير منهم مبلغا زهيدا لا يوافر شيئا ولا بعد زيادة متناسبة مع هذا الغلاء الفاحش الذي يكتنف أسواقنا التجارية، ثم زد على ذلك المعاناة الأكبر التي تعتر لازمة لغالبية المتقاعدين، والمتمثلة في عدم امتلاك مسكن لأكثر من 60 في المائة من المتقاعدين، وفقا لما ورد في مقالة الدكتور بدر، ولا سبيل أمامهم لامتلاك مساكن في ظل ارتفاع أسعار الأراضي السكنية غير المعقول. ونحن في الجمعية الوطنية للمتقاعدين مع قربنا من هذه المعاناة وإحساسنا بثقل وطأتها إلا أننا ننظر بإيجابية نحو توجه الدولة للاهتمام بفئة المتقاعدين وحرص ولاة الأمر (حفظهم الله) على توفير حياة كريمة لهم ولأسرهم. ولذا نحن نأمل من الدولة (حفظها الله) في مزيد من الدعم والمؤازرة لفئة المتقاعدين وتوفير الخدمات اللازمة لهم وسن الأنظمة الكفيلة بحفظ حقوقهم، وتطوير أنظمة التقاعد الحالية بما يكفل العيش الكريم لهم وزيادة الحد الأدنى للمعاش التقاعدي وضمان علاوة سنوية للمعاش التقاعدي، وإيجاد مزايا للمتقاعدين والمتقاعدات في المؤسسات الخدمية المختلفة كأولوية الخدمة تقديرا لسنهم، والإعفاء من رسوم الخدمات الحكومية، كخدمات المرور، الجوازات، وتأشيرات العمالة المنزلية، ومنحهم تخفيضات مناسبة في وسائل النقل الرسمية، مثل الخطوط السعودية والقطارات. أكرر الشكر لكم ولكاتبنا القدير الدكتور بدر كريم الذي اختص هذه الفئة من المواطنين بمقالته المعبرة تذكيرا بهم ووفاء لهم. وفقكم الله ولكم خالص التحية. د. عبد الرحيم بن مشني الغامدي مدير عام الجمعية الوطنية للمتقاعدين