إذا سألنا أي شخص لديه أدنى قدر من الإدراك والفهم عن مهمة إدارات الأمن والسلامة في أية منشأة، فإنه سيجيب فورا بأنها مسؤولة عن ضمان أمن وسلامة المنشأة والعاملين فيها من الأخطار المحتملة التي يكاد الجميع يعرف مصادرها وأسبابها. وإذا سألنا شخصا يتمتع بأكبر قدر من الخيال والفذلكة، فإنه سيضيف أسبابا أخرى، لكنه لن يستطيع الوصول إلى حد التفكير بأن «التنانير» من مسؤولية إدارات الأمن والسلامة، ولكن بما أننا في «زمان العجايب» فقد حدث هذا الاحتمال البعيد جدا أو غير الوارد. حدث لدينا فقط لأنه لا يمكن أن يحدث في مكان آخر.. التنانير، يا إخواننا، جمع «تنورة»، نعم التنورة التي تلبسها المرأة.. هذه التنورة أصبحت تشكل هاجسا مقلقا لجامعة ناشئة للبنات.. كلية التربية في هذه الجامعة لاحظت خطرا داهما يهدد أمنها وسلامتها لا تستطيع أية إدارة التصدي له ومعالجته سوى إدارة الأمن والسلامة. إنه الخطر الذي تنذر به التنورة التي تلبسها الطالبة، فما كان منها إلا الإيعاز لتلك الإدارة بإصدار قرار إلزامي، نشرته صحيفة الوطن يوم أمس، ينص على الآتي: «يرجى الالتزام بلبس تنانير ساترة وطويلة وغير ضيقة، وأي طالبة تخالف ذلك سوف تصادر التنورة منها».. أنا لا أقول نكتة، بل أسوق خبرا قرأته في الصفحة الأولى مرفقا بصورة زنكوغرافية للقرار.. أولا.. يبدو أن المسؤولات في الجامعة بعيدات جدا عن تطورات الموضة؛ لأن تقليعة الميني جيب والميكروجيب قد اختفت منذ وقت بعيد، وبالتالي، فالتنانير الطويلة هي السائدة. والتنانير عادة تكون من قماش مبطن، ولا يمكن تخيلها شفافة غير ساترة، وحتى إذا كانت كذلك، لا نتخيل طالبة سترتديها وهي ذاهبة إلى الجامعة. أما مسألة أن تكون ضيقة أو غير ضيقة، فإنها مسألة نسبية، وحتى لو كانت، فإن الطالبة لا تستعرض بها أمام تجمعات رجالية لأنها جامعة للبنات.. ونتوقف عند موضوع المصادرة. هذه هي النقطة التي لم أستطع تخيلها.. الطالبة لا تذهب بتنورة احتياطية، فإذا تمت مصادرة تنورتها في الجامعة، ما الذي سيسترها؟؟ هل لدى الجامعة غرف لتبديل الملابس وقياسها كالموجودة في معارض الملابس، أم أن هناك ابتكارا آخر تحتفظ الجامعة بسره ؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة