يمر الإنسان بمجموعة كبيرة من المشاق والمصائب في الحياة اليومية، ونجد أن البعض يتساءل عن الحكم الشرعي للإنسان عندما يتمنى الموت والخلاص من الحياة. «عكاظ» استعرضت آراء عدد من العلماء والفقهاء حول القضية في الأسطر التالية: لا يجوز عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين (رحمه الله) «يصحح العلماء الأحاديث التي تدل على أنه لا يجوز تمني الموت إلا إذا خشي الفتنة، فالأولى أن يقول: (اللهم أحيني إذا كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي)، ولا يتمناه، لأنه ورد في الحديث: ( لا يتمنين أحد منكم الموت لضر نزل به ) لضر، أي: مرض أو نحو ذلك». «وأما ما حكى الله عن مريم قولها: ( يا ليتني مت قبل هذا وكنت نسيا منسيا) فإنما خافت من العار، حيث خافت أن تلصق بها تهمة الزنى وأنها أتت بولد من غير أب، فجعل الله براءتها أن ولدها برأها وتكلم وهو في المهد. فإذا خاف الإنسان من نفسه أن يقع في فتنة أو يتهم بها أو نحو ذلك، جاز أن يتمنى الموت وإلا فالأصل أن لا يتمناه، وأن يتمنى الحياة السعيدة الطيبة؛ فإن بقية عمر المؤمن خير له، حيث يستغفر الله لذنوبه السابقة».. منهي عنه عبدالعزيز بن عبدالله بن باز (رحمه الله) الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن تمني الموت، فقال صلى الله عليه وسلم : ( لا يتمنين أحد الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد فليقل: اللهم أحيني إذا كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي )، وفي الحديث الآخر: (اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي)، أما أن يقول: اللهم ليتني أموت، لا، لا يجوز هذا، ولكن يقول: (اللهم أحيني إذا كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي)، إذا أحد يدعو بهذا لا حرج، يسأل ربه التوفيق والهداية، ويسأل ربه أن الله يهديه للحق، وأن الله يغني فقره، وأن الله يزيل ما حصل له من الكآبة، إن كان من ذرية يقول: اللهم اهدهم اللهم اصلحهم، إن كان من دين عليه يقول: اللهم اقض ديني، اللهم يسر أمري، إن كان من جار سيء: اللهم اهدي هذا الجار، أو أبعده عني أو أبعدني عنه، يعني يسأل ربه العافية مما كدر حياته.